إبقوا في بيوتكم
سامر درويش
في هذا الزمن الصعب هنالك لا شك دعوة غيبية للبشرية للرجوع الى الله والعودة اليه والتخلي عن ثقافة المادة وحب الذات والملذات الدنيوية وايثار الجانب الروحاني الكامن في كل فرد منا.
هذا البؤس الممزوج بالحزن والفقر لا بد ان يجعلنا نتفكر في كينونتنا وماهيتها وأن ندرك أن الافتقار الحقيقي هو الى الله وأن الله هو الغني ونحن الففراء اليه .
هذا الموت، الذي اصبح في اطباقنا اليومية وعلى جدران شوارعنا وفي كل مكان، لم يعد يخيفنا ولا هو يخيف من كان ايمانه سليمًا، بل أننا بتنا على استعداد لملاقاته اكثر من قبل. كيف لا؟ وهو الطريق الوحيد الذي يؤدي الى اللقاء بالله.
المشكلة ليست بالموت بل باللوعة والحزن على فراق الاحباب، كأننا في حرب كل يوم يتساقط فيها ضحايا جدد من المعارف أو الاصداقاء أو الآباء او الأمهات أو الاقرباء الذين يرحلون ويتركون لنا الغياب.
في هذا الغياب علينا ان نعيش، وفي الفراغ علينا ان نستمر محتاطين مكممين افواهنا ممتنعين عن مخالطة أحد وعن مصافحة أحد، جاعلين من أنفسنا مجرد ارقام في منازلنا كالاسرى. لكن مع ذلك لا نستطيع تلافي احتمال اصابتنا، فهو فيروس شديد الخطورة لا قاعدة له، هو يقوم باصطيادنا عشوائيا واحدًا تلو الاخر، ولا يوجد أمامنا إلا سلاح التزوّد بالصبر وايجاد طريقة ما مفيدة ومسلية لتمضية الوقت في المنزل، كونه أفضل من اي مكان آخر.
