المرأة وطني ورَيحانة وجودي

Views: 379

سليمان يوسف إبراهيم

ها يومكِ الذي ينبغي أن يكون مُتنفَّس الفرح وانبعاث الخصب على أعتاب الرَّبيع، قد هلَّ، يا وطني البكر مذ كنت هيولةً في بال الخالق وحُلمًا في كرى الأماني الصّاخبة…

يا وطني البكر، يا كريّة الحب الأولى في عرقي، يا نهدة الكرامة في صدري، مُذ كوِّنت واستوطنتُ رحمك الخصب بالإنسانيّة تعسّفتُ الكرامة وعشتُ عمري بعدما انطلقتُ على دروب الحياة متضوّر القلب إلى طل جمالٍ يحتضن جوعي إلى حنانٍ وشوقٍ إلى طمأنينة، لا يشبع جوعي إليهما إلّا السجود في معبد حضوركِ في حياتي خافض الطّرف إجلالًا لغمر تضحياتكِ على مسلك الحياة ومتشعّب دروبها…

بمَ عساي حبيبتي المرأة بمتشعّب حضورك على مرسح الحياة؛ في يومكِ أُخاطبُكِ؟؟

أَأُمًّا، أمْ حبيبةً، أم أُختًا، أم زوجةً، أم زميلةً، ام صديقةً أم مترهِّبة لطبٍّ، أو متنسِّكةً لتمريضٍ: حمّالة أوجاعٍ عن مرضى بكرونا أمْ بسواها كنتِ؟

عُذرًا من عينيكِ مواويل الغزل، أيا امرأةً، ما نضح من معينها سوى حبّ الحياة؛ وهاكِ اولى المشاكسات المناضلات في سبيل درء موتٍ عن ولدكِ؛ زوجكِ مُنشئ عيلتكِ، وصولًا للدفاع عن وطن الحُلم بأسره… طوباكِ واقفةً لمواجهة آلآمٍ وشرور تتهدّد مجتمعًا بأسره، بكلّ ما أوتيتِ من عتاد الكفاح، لإنقاذ ما تبقى من كرامة  إنسانيّةٍ تضمحلُّ فينا يومًا بعد يومٍ….!!

يا بهجة الحياة، كم يؤلمني أن أُعلنَ مناصرتكِ ومساندة أحلام عينيكِ في زمنٍ أماتوا فيه حنان صدركِ وخنقوا فينا اطمئناننا عليه!!!!

قلبكِ يا امرأة الذي ما نبض إلّا حُبًّا لنا وخوفًا علينا وعلى الوطن، بنبضٍ دافئ!!

حلّت بنا الويلات  على حين غرّة، لتسلخنا عن صدور أمهاتٍ، أخواتٍ ، صديقاتٍ، وزميلاتٍ كواهُنَّ هجرٌ محتّمٌ محكومٌ بإجراءاتٍ موجبة إزاء وباءٍ حلّ بنا، وآخر  من زرع أيدينا، على  غفلةٍ منَّا!!

طوباكِ امرأةً، يكفي منكِ تحمُّلكِ – في معظم الأحيان-  لنزق ذكورةٍ لم تتعدَّ سلطتها البطريركية التي أعطيها “الرّجل” بغير وجه حقٍّ؛ فغدت تسلّطًا، مُتحكمًا مُستحكمًا من غير حكمةٍ في غالب المواقف…

ما أروعكِ يا امرأةُ مٌمسكةً بكلّ سِمات أُنوثتكِ يا مَهيع الحنان!!من غيرِكِ؟ لا كانت دُنيا؛ ولا كانت حياة!!

عذرًا منكِ: من قلبِكِ، من فكركِ، من كل مواطن الجمال والطمانينة فيكِ؛ وقد تعيث أيدي الأنانيات المقيتة فيكِ تدميرًا وخرابًا !!

في يومِكِ يا امرأة؛ يكفي أن نخشع في محرابكِ لثمًا ليديً كل أمٍّ ؛ والخشوع في موقع أقدامها ساعيةً إلى كلّ ما فيه خير وهناءةِ عيلتها!! في يومِكِ يا امرأة، انحني أنا بين عطف أُختٍ، تضمّ إخوتها بكلّ ما زرع فيها باريها من حنانٍ!!

في يومكِ يا امراة، أعفًر وجهي امام وجهكِ احترامًا، انت التي تحيلين وجهكِ معبدًا ومٌصلىً امام رجلٍ تسخَين عليه بكلّ ما ملك شخصكِ من اسباب وجود الفرح تحوطينه بها ليهنأ معكِ وبرفقتكِ، وهو؛ يبقى معلّقًا في بعض الأحيان بالقشور لاهيًا عن لُبِّ جوهرٍ، هو الأبقى منكِ، والأخصب فيك مهما امتدّ بكما زمانٌ أَم قَصُرَ!!

ما أحيلاك امرأةً تبقَين- على الأقل بنظري- ريحانة وجودي، وأنا لكِ نصيرًا !!

(عنّايا؛ في ٨-٣-٢٠٢١)

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *