مروءة فلّاح اسكتلندي تنقذ العالم

Views: 714

فلاح اسكتلندي فقير اسمه “فليمينغ”، في يوم من الأيام، وبينما هو يكدح في حقله سمع صرخة استغاثة آتية من مستنقع قريب فأسرع إلى هناك وجد صبياً مذعورا من انزلاقه في المستنقع، وقد غمره الطين الأسود إلى خصره، وكان يصرخ ويحاول جاهداً أن يُخرِج نفسه من مستنقع الطين وأسرع الفلاح “فليمنغ” وخلَّص الصبي مما كان يمكن أن يودي بحياته.

وفي اليوم التالي توقفت فجأة عربة فاخرة أمام المكان الذي يعمل فيه الفلاح الاسكتلندي ونزل من العربة رجل من طبقة النبلاء، أنيق الملبس، وقدَّم نفسه للفلاح على أنه والد الصبيِّ الذي نجَّاه الفلاح بالأمس، وعرض عليه مكافأة مالية نظير إنقاذه لابنه، ولكن الفلاح رفض وبشدة أي مكافأة مالية…

وفي اللحظة ذاتها خرج ابن الفلاح من باب المنزل المتواضع، فسأله النبيل: “هل هذا هو ابنُك”؟؟؟

– فردَّ الفلاح: “نعم”

فأجابه النبيل: “إذن، فلنعقد صفقة! اسمح لي أن آخذ ابنك هذا وأُوفِّر له تعليماً جيداً. فإن كان هذا الصبي يُشابه أباه في أخلاقه، فلا شكَّ أنه سيكبر ليصير رجلاً تفخر أنت به”.

وهذا ما حدث، فقد قام النبيل بإرسال ابن الفلاح “فليمنغ” إلى مدرسة مستشفى “سانت ماري” الطبية في لندن، واشتهر ابن الفلاح “فليمنغ” في العالم كله بعد ذلك ليصير “السير ألكسندر فليمنغ” Alexander Fleming، مكتشف عقار “البنسلين” المضاد الحيوي ضد الالتهابات.

فذاك الصبي هو نفسه سير ألكسندر فليمنغ (1881 ــ 1955) مكتشف البنسلين penicillin في عام 1929 ، أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق ، ويعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية، كما حصل على جائزة نوبل في عام 1945.

لم تنته القصة بعد… فحين مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي، كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته، فذاك الصبي ابن الرجل الثري (الذي أنقذ فليمنغ الأب حياته مرة وأنقذ ألكسندر فليمنغ الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين) رجل شهير للغاية . .

فالثري يدعى “اللورد راندولف تشرشل” .

وابنه يدعى “ونستون تشرشل”

أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور، الرجل الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية (1939 ــ 1945) .

ازرع جميلاً ولو في غير موضعــه/فلا يضيع جميــل أينما زُرعا

إن الجميل وإن طـال الزمان بـــه/ فليس يحصده إلا الذي زرعا

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *