لودي الحداد… “قال اكتبيني”
د. عماد يونس فغالي
كتبت لودي جورج الحدّاد “قالَ :
أكتُبيني…
فاختنقَ الحبرُ في الحناجِر… وأدمعَت مرآةُ الورَق..!!”
دون حبرٍ وورق!!
قال اكتبيني، أنا موضوعُ قصيدةٍ، أم حالةٌ لنصٍّ أدبيّ. قال اكتبيني، أنا مادّتُكِ… أكتبُكَ؟ بل أعيشك! وتعطّلتْ لغةُ الكتابة… “اختنق الحبرُ في الحناجر”… أنتَ أعيشكَ، أعبّر عنّي بكَ… لا أبوحُكَ! لا أستطيع!
قال اكتبيني… وانتظر! “وأدمعَت مرآةُ الورَق..!!” غصّةٌ تملّكتْ… هيهاتِ الورقةُ تحملُ إليكَ ذاتكَ فيّ… أدمعتْ من عجزها… في عجزٍ عن غيرِ تلمّسكَ… وبعضُ حالي لا يُنقَلُ… حتى إليكَ إلاّ فيّ!
يختنقُ الحبرُ في الحناجر… والحناجرُ تنبضُ بقولاتٍ تُشعَرُ… تعبيراتُها في داخل… هل أدركتَ اختناقي، فطلبتَ كتابةً… واختنقتْ مدادًا لم يقُلْ شيئىا… لا مدادُ الحنجرة اختنق… لا كلامَ يصفني… لا كلامَ لكَ يصلُ الورق، أدمعتْ مرآتُه قهرًا…
هل عرفتَ الآن حالتي؟! أعذرني… كتبتُكَ حبرًا مختنقًا في حنجرتي… وبكيت من دون كتابة!!!
