أغنية
جوزف أبي ضاهر
الشتاء بائعُ أغنيات. يأتي بطبلٍ وزمرٍ… ومناداة:
مَن يشتري أغنية يذق طعم البركة.
تاء
«تاءُ» التأنيث: ممدودة أم مضمومة. لا فرق.
في الشكلين تقبض الأحلام علينا بالأمل المنشود.
تشدنا إلى صحونا، فلا نعود… والعود ليس محمودًا.
أصوات
في الألوان أصواتٌ تُطرب من يسمعها بعقله، وتسحر من يسمعها بقلبه.
للسامع بعينيه حريّة الاختيار، أو فليدر وجهه… وربّما ظهره.
هل…؟
وضعت إصبعي فوق خريطة العالم. غطّى اصبعي مساحةً مهمةً منها… تنهدتُ:
هل لي موطئُ قدمٍ في هذه المساحة؟
رحمةً
اصطادَ عصفورًا والتهمه. مرّر كفّه على معدته، وعلى رأس صغيره:
غدًا تكبر وتصطاد… وعلّمه صلاة تطلب رحمة للفضاء.
غيبوبة
حين تُنسج عباءة الدين على نول السياسة.
تحجب عن العقل النور والهواء فيدخل في غيبوبة.
جسد
يقمع الشرق الجسد. يفرغه من مضمونه.
يصبح شكلاً يعدّ للزواج والإنجاب… فالانزواء حتّى الاعتزال، وتقديم الاستقالة.
وطن
يُبنى الوطن في العقل وليس في الشارع. في الحرية وليس في الاستزلام.
في معرفة التاريخ والجغرافيا، وليس داخل حدود المصالح.
في الايمان بالوجود والحياة، وليس في الدعوة إلى الموت.
في الحكمة، وليس في الجهل والنزوات.
شعراء
يهاجمون الشعراء بسكاكين الكلام الفارغ.
كم تمنّوا لو استطاعوا سرقة قصيدة، ووضع بصمتهم في أسفلها والتباهي بأنهم صاروا: شعراء.
ظلٌّ
خرج الرجل في الصباح، وخرج ظلّه معه. كان ظلّه أطول من قامته.
انتصف النهار أضاع الرجل ظلّه. مَسَحَ كفّه بالتراب وتمنّى:
ليت لي أكثر من ظلٍّ في هذا التراب.
في المساء رجع من غير ظلٍّ.
… وظل
البيت في النهار غيره في الليل.
جلس النور والظلّ إلى مائدة واحدة.
تقاسما الخبز والخمرة… وما جمعهما سرير واحد.
… وظلّي
يغادرني ظلّي في العتمة. لا أعرف إلى أين؟ ماذا يفعل… وكيف؟
هل ما يفعله يعوّض عليه تعب ملاحقتي والتجسس علي؟
امرأة
تزيد المرأة في حجم الشفتين والخدين. تطيل الرموش. تحدد مدار العينين. تلّون وتسأل المرآة:
ما أسهل التغيير، وما أصعب القبول.
خلاف
وقع خلاف بين القافية والأوزان. حَردَ النصّ:
حرٌّ أنا. سأتزوج أمام العقل، ولست بحاجة إلى شهود.
لكتاباتك نكهة خاصة من الواقعية و الحلم من الادب و السياسة من الحب و الحياة من الواقع و المرجو. قلمك رائع بكل ما خط و ما سيخط لانه نابع من قلب صادق و عقل راجح و ضمير لا يشوبه شائبة.