الشعر
جوزف أبي ضاهر
يَحضرُ الشعرُ في غير موعده ليمتحننا.
نصغي إليه: بالعقل والقلب والحواس.
المعاني الخاصة به ابتكارات،
دونها السقوط في السرد على ضوء قنديل شاحب.
***
يولد الشعر مع الشاعر، ولا يولد الشاعر مع الشعر.
يكملان سويّة؟
الموهبة تقرر، المعرفة تشهد، والثقافة تحكم.
لا سمعة طيبة من دون عطر.
يولد الشاعر ألف مرّة في مئة قصيدة… أو أقلّ.
مرآة
نخلع ثيابنا كلّها أمام عيني مرآة. نحسبها بلا خجلٍ، ولا وجل. (Tramadol)
عينا المرآة تحدّقان بنهم، بحدّة، بوقاحة ما بعدها وقاحة.
… ونظل ندور وندور ونخلع ثيابنا.
عراةً ننام، عراةً ننهض لنمشي أمامها.
نغريها أم نغري من يختبئ سرًّا في ذواتنا؟
لا يهمُّ المِرآةِ من يتعرّى، ولمن؟
الثياب عندها كما الجسد، والجسد كما الثياب.
نظرها ثاقب، لا يرفّ لها جفن… وعندها من المناعة من يكفي للكتمان.
موهبة
توصف الموهبة بأنها الأقدر على الحياة، من شهرةٍ تلمع في شمسٍ… وتغيب.
أين تسقط الحياة في مغيبها؟
عري
توسّطت الشمس النهار غيّر كلّ واحد منّا ظلّه، ثم عتب على الظلّ، واتهمه بتركه في عزّ النهار.
كاد العري يفضح… ولو لم تره الناس.
كَبرت
ذكّرها بعيد ميلادها: «كبرت سنة».
هرعت إلى المرآة تسألها: صحيح كبرت؟
مرّرت أصابعها على وجهها وعنقها.
أزعجتها صراحة المرآة… كسرتها.
«الزحفطونيون»
لا أدري إذا كان سعيد تقي الدين هو الذي ابتكرها للدلالة على زحف الأزلام على بطونهم، وترك لوجوههم مهمة رؤية مكافأة لهم عن ذلٍ، صيّروه بابًا لمنفعة.
… لا يهم من ابتكرها: الهدف غلب الأسلوب.
مسافة
بين نجمة ونجمة مسافة.
بين أرض وسمًا مسافة…
دائمًا المسافة بين و… بين.
أخاف الاقتراب من المسافة… حتّى في بُعدها عنّا مسافة.
