عَدوّان

Views: 382

جوزف أبي ضاهر

 

يصرخ الشتاء بنا مثل أمٍّ تعنّف صغيرها:

­ لا تخرج إلى المطر بثياب الصيف.

عدوّان لا يأمن أحدهما إلى الآخر.

 

غيوم

تولد الغيوم من دون شفاه.

تحدثنا بالإشارات، ورسوم أطفالٍ لا يعترفون بقواعد تحديد الأشكال.

مرّات تبكي لإهمالنا، وربّما لجهلنا لهفتها علينا.

 

صدى

صَفَّقوا لأنفسهم، وتراجعوا إلى الوراء، ليسمعوا رجع الصدى… وما رجع.

خدعهم وهرب منهم.

خاف يتهمونه بما في نفوسهم وغاياتهم.

 

عقل

يفرض العقل ذاته مناضلاً حين المعرفة وُجهَته.

ولا يحجب وجهه عن رغبة به… ولو غير مكتملة.

 

حرّية

حرّية الجسد تبدأ من داخله.

وأما المرئي فأبجديّة يصاغ بها نصّ احترام المعرفة وتقديسها.

 

ثياب

لنحرّر عقلنا قبل تحرير جسدنا.

فلا يعود أشجارًا في مهب ريح عينها على ثيابنا.

 

سجن

حين لا تعود المرأة تشبه ذاتها،

تتعرّض للخطف والتعذيب في سجن أوجدته، ونسيت أن تصنع له بابًا.

 

أسود

الصور كلّها تحتاج إلى اللون الأسود.

وحده يملك مفتاح إظهار اللون الأبيض فيها: جليًا أو غبشًا، وفي الشكلين: خطوط طول وعرض… ورقشات.

 

نجوم

رفَّ رمشها! اضطربت عيون، وما عرفت سببًا لتشبيه الرمش بسيفٍ قاطع.

هو أرق وأدقّ من وهم عاشق ينشغل بعدّ النجوم في سماء الأحلام.

 

شفة

أبعدت شفةً عن شفةٍ.

بانت شفاه كثيرة مشدودة إلى بعضها بعضًا.

تخاف تسقط مسامها في خطيئة التشهّي المقصود… والمقصود… والمقصود.

 

عطر

شَدَدتُ على يدها. وما مَسستُ عطرها.

ولا حظيت ببوح منه غير كاذبٍ يوحي تمنّعًا، ويُشعل نارًا تُغمض العين على حلمٍ… على أكثر.

 

حبّ

أهلُ الشرق يحبّون الطغاة.

يهتفون لهم… يهتفون باسمهم… ويسألون الله أن يطيل في أعمارهم وفي رقاب الناس.

أهلُ الشرق يعشقون: القهر، الذل، الضياع… والعبثيّة المجنونة.

 

رأس

«الطغاة» صُنّاع هزائم ونكسات. صنّاع موتٍ مجاني.

… وأما المتع واللذائذ، فرأس مالِ من لا رأس لهم فوق الكتفين.

 

نملة

خَبّرَت نملة جارتها: ذهب الصباح ولم أقبّله.

لبست لهفتي وخرجتُ أفتّش عن بائعٍ جوّالٍ، لأشتري له زادًا وظلاً… وملء كفّي ماءً.

لا… ربّما لآخرٍ ما كُنتُ أنتظره.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *