برامج معادية للشعر

Views: 16

جوزف أبي ضاهر

قبل وصولنا إلى الصف السابع في مرحلة التعليم الابتدائي كنّا حفظنا غيبًا قصائد ما زال نفح طيبها، يرطّب أيامًا جنّدتنا إلى العمل، أو إلى اكمال الدراسة لتحصيل تخصصٍ يؤهلنا دخول الحياة مع رتبة امتياز في «مهنة ­ رسالة»، لا تكون عمومًا بين المهن اليدويّة المكتفية، يومذاك، بالقليل من المعرفة.

في ذاك الزمن الجميل عرفنا كبارًا في الشعر، وحفظنا غيبًا ؟؟؟ عن ربّة الجمال التي زارتهم، وكان بينها وبينهم أكثر من مودّة. ولنقل من دون خفر، كان بينها وبينهم علاقة كاملة من العشق والوله صاغوها قلادات غد وأناشيد ما إن نتذكرها حتّى نلمح صورهم تطلّ مصغية إلينا متباهين باللفظ واللحن وكمال الصوتِ حين نختم بذكر اسم من حفظنا حتّى ملامح صورهم الكانت منشورة إلى جانب نتاجهم، أمثال: الياس أبو شبكه، عبدالله غانم، رشدي معلوف، سعيد عقل، الأخطل الصغير، بولس سلامه وغيرهم… وحفظنا لهم من قصائد بل تعلّمنا: اللفظ، الالقاء السليم، اللغة والمفردات الجمالية… و«أبجدية» القواعد الصحيحة في لغة الضاد. وكم تباهى واحدنا على رفاقه بجائزة نالها على حسن القائه.

كلّ هذا… أُسقط.

مَن أسقطه؟ الذين وضعوا المناهج التربوية الحديثة للصفوف الابتدائية والمتوسطة. ألغوا: الاستظهار، كبّلوا الذاكرة، ومنعوا عنها جمالات اللغة في شعر كبارها، كبارنا الذين نفاخر بهم ونكبر، كما تكبر جميع اللغات والشعوب بأمثالهم: بودلير، شكسبير، غوته، المتنبي، بشّار، ابن الرومي… وغيرهم الكثير ممن زرعوا فينا حبّ الجمال ومعرفته، وطعم الحياة الذي جف، وصار مرًّا من دون زهر من دون حبّ، من دون شعر.

مناهج مدارسنا من دون مادة تحيي الروح، تيبس وفي اليباس لا يبحث عن الثمار.

Email:[email protected]

(Valium)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *