طبعة ثانية ومنقّحة

Views: 242

 خليل الخوري 

 يتعذّر الجزم في مصير المحادثات الإيرانية الأميركية ضمن لجنة الخمسة زائدة واحداً التي عقدت جلستها الثانية، أمس، في مرحلة ما بعد العقوبات وقد حضرها، إلى الولايات المتحدة وإيران، روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا (وهي الواحد الزائد على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي) والمفوضيّة الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويبدو من الإجتماعين أنّ الوتيرة مُتصاعدة فقد تقرّر الإجتماع الثالث يوم الأربعاء المقبل، ما يُشير إلى رغبة مُشتركة في تكثيف هذا النشاط، عكس ما كانت عليه المرحلة الأولى التي إنتهت بالإتفاق النووي بعد مفاوضات مُضنية إستغرقت سنوات طويلة.

لا شكّ في أن إدارة الرئيس جو بايدن لا ترغب في الجرجرة. فإذا كانت ثمّة نيّة في التوصّل إلى نتائج «فليكن ذلك في أسرع وقت ممكن» على ما قاله أحد مستشاري البيت الأبيض. وطبعاً يتعذّر التكهّن بهذه النتائج، أسلبية ستكون أم إيجابية؟!.

ثمّة مؤشّرات إلى أنّ الجانب الأميركي يستعجل النتيجة وفي خلفيّة قراره المساعي الحثيثة التي تبذلها الصين وروسيا لإقامة تحالف يضمّ، إلى آخرين، إيران وبعض بلدان الإقليم، وهو ما لا يرضى به الأميركي، وسيُحاول تفكيكه قبل أن تكتمل حيثيّاته قبل أن يُصبح حقيقة قائمة، ولو اقتضى الأمر إعطاء إيران مطالب رفَض دونالد ترامب إعطاءها. ولقد يكون في طليعتها مسارٌ تدرّجي لرفع العقوبات المفروضة على إيران، وليس دفعة واحدة كما تُطالب به هذه الأخيرة، كشرط للعودة إلى تخفيض تخصيب اليورانيوم.

وفي وقت يتحدّث الروسي والصيني والإيراني عن «إحراز تقدّم ملموس» لم يُشاطر الأميركي هذا التفاؤل، وفي الوقت ذاته لم ينفِهِ.

والواقع أنّ هكذا مفاوضات دقيقة وذات بعد إستراتيجي مهمّ، لا يمكن التكهّن بمآلها، وإن كان واضحاً أنّ النهج السائد حالياً في البيت الأبيض يختلف كلياً عمّا كان سائداً أيام ترامب. فمن جهة لن تكون الولايات المتحدة مرتاحة إلى إقصائها عن «طريق الحرير»، ومن جهة موازية لن ترتاح كذلك إلى قيام تحالف ستكون له مترتّبات إقتصادية ضخمة إنطلاقاً من الغاز الروسي والنفط الإيراني والإستثمارات الصينية الكبيرة بآلاف المليارات التي يكثر الحديث عن بوادرها منذ أشهر.

إلا أنّ هذه الصورة التي تبدو مثالية للجانب الإيراني قد لا تكون كذلك فعلاً لأسباب عديدة منها أنّ على الكتف الأميركية حمّالاً ثقيلاً هو الجانب الإسرائيلي، خصوصاً أنه لا يزال للوبي اليهودي دور فاعل في الولايات المتّحدة الأميركية وهو يملك الكثير من عناصر الضغط، تحديداً في مجالَي المال والإعلام المتلازمَين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *