سأكتبُ هنا كلَّ آمالي

Views: 353

ميشلين حبيب

سأكتبُ هنا كلَّ آمالي وأخبِّئُها في حُبيباتِ الضوءِ

أتركُها لتُشرقَ معه كلَّ يومٍ

 فتدغدغُ أوراقَ الشجرِّ وظلاله

وتركضُ أمامَ الطريقِ تسبقُها،

فيحاولُ الضوءُ اللّحاقَ بها.

لكنّها تختبئُ على جانبِ الطريقِ

داخلَ جذوعِ الشجرِ،

تراقبُ الطريقَ تمشي

تتابعُ مَشيَها

فتشعرُ بها الأغصانُ وترتعشُ أوراقُها

وتأتي النسمةُ تخرقُ الأغصانَ والأوراقَ

 مُفتِّشةً عنها فتختبئُ

في خيالِ الضوءِ.

تمرُّ النسمةُ عبرَه

لا تجدُها، فتُكملُ مسيرَها مثلَ الطريق

وتنتقلُ هي لتلاعبَ الورودَ والأزهارَ الحمراء الرُّمّانيّة

تُقبِّلُها وتختبئُ في لونِها.

عندما تأتي الشمسُ باحثةً عنها

عندما تتعبُ وتغيبُ

تنتقلُ على متنِ غمامةٍ تغمرُها

وتدفّئُها لتصلَ في اللّيلِ إلى

السلاسلِ الفضيّة حيثُ تستحّمُ بها

تُضيءُ على الطريقِ والأشجارِ والضوءِ والأزهارِ

ترحلُ في الصباحِ لتترطّبَ بقطراتِ حبّاتِ النّدى

تغرقُ فيها وتتدحرجُ مع الأخضرِ

والفراشاتِ والعصافيرِ ودَّوَارِ الشمس.

ترقُصُ معَ الأقحوانِ

تصرُخُ معَ شقائقِ النُّعمان

تطيرُ على جَناحِ نفنافةِ قطنٍ بريّة

تنامُ على طريقٍ يملؤها شعاعُ ضوءٍ شفّافٍ

يوقظُها

ويحملُها إلى أتونِ نارِ قلبٍ يحترقُ بالحبّ.

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *