هل لكوكبنا عمر ينقضي؟

بيار أديب ضاهر

 

“حصر اهتمامنا بالأمور الأرضية يضع حدوداً لروحنا الإنسانية”

ستيفن هوكينغ

 

حدّد العلماء عمر الكون بحوالي اربعة عشر ملياراً من السنين، وعمر الحياة على الأرض بحوالي أربعة مليارات، مقابل مليون سنة هي عمر الإنسان. وقدّر العلماء زمناً، بعد مليارات السنين، ينتهي به الكون والوجود المعروف، وتنتهي قبله أرضنا وصلاحيّتها لبقاء الحياة عليها أيضاً. وسوف يضطرّ لذلك أحفاد أحفادنا من البشر، يوما ما، إلى تدبّر طريقة لانتقال الإنسان للعيش على كوكب آخر، أو مكان ما، صالح للعيش يكون قد استكشفه وأعدّه لهذه الغاية، مع ما يتطلّبه الأمر ذاك من تحضير وتعاون ومثابرة وتضحية… هذا إذا لم تُفنِ البشريّة نفسها بنفسها بالحروب والإبادة قبلاً، أو لم يؤدِّ استمرار تلوّث البيئة، بفعل الإنسان، إلى فناء الحياة والإنسان كذلك الأمر…

 

“المخيّلة لهي أكثر أهمّية من المعرفة”

ألبرت أينشتاين

صورة قد تبدو قاتمة حقّا ومُحبِطة للوهلة الأولى، لكن ملايين السنين زمن طويل جدّا، يعادل ربّما “اللانهاية” في علوم الرياضيّات والفيزياء، وإلى حينها أزمنة طويلة ستمر،ّ وتطوّر للعلوم والتقنيات قد يحصل ويحمل معه حلولا ممكنةً لتلك المعضلة متى أصبحت راهنة، فتتمّ المعالجة المتاحة وقتذاك، وتصبح المسألة إحدى فصول قصّة الإنسانيّة في مسلسلها الطويل… ويطرح العلم فرضيّة أن الحياة يحتمل أنّها انتقلت إلى كوكب الأرض أساساً بعد أن تعذّر استمرارها على كوكب استضافها قبلاً من كواكب مجموعتنا الشمسية، بل عدّة كواكب حتّى إلى الآن، ويتكرّر الأمر هكذا “عادة”!

 

 

“وتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالَم الأكبر”

الإمام علي بن أبي طالب

إنسان بات القضيّة كما أصبح هو المشكلة وحَلّها، إنسان يجهد في فهم نفسه وعالمه بغية نوعيّة حياة أفضل، وضمان لوجوده واستمراره، وجود يسعى ليتخطّى هذه الأرض نحو عوالم أخرى تتوسّع دوماً، عساه يستحقّه بالرقي والتمدّن الحقّ الذي يحفظ قيم العدالة وحقوق الإنسان… وقد قيل في وصف التحنيط والمومياءات لدى الفراعنة المصريّين قديماً أنّهم رغبوا في حياة بعد الموت لشغفهم الشديد بالحياة أساساً وحبّهم لها، شغف وتعلّق بالوجود المحدود يدفعنا لتجاوزه نحو الديمومة والماوراء المفترض آملين بالوصول إلى حال أفضل من حالنا اليوم، أوَ لَيس لهذه الغاية ولهذا الهدف كان سعي الإنسان عبر كلّ تاريخه؟