حِكايتي مع الشَّاعر بشارة عبدالله الخوري “الأَخْطَلُ الصَّغِير”… شهادة شخصيَّة في وجوده الثَّقافي

Views: 1486

د. وجيه فانوس

(رئيس المركز الثَقافي الإسلامي)

       نشأتُ، في مطلع النِّصف الثَّاني من القرن العشرين، في بيئة بيروتيَّة اهتمَّت ثقافتها الاجتماعيَّة العامَّة برصد الجمال وتقدير الفنون. وكان للموسيقى والشِّعر مجالهما الرَّحب والمميَّز في هذا الميدان؛ حتَّى أنِّي ما أذكر في طفولتي جلسةً عائليَّةً أو لقاءً اجتماعيَّاً، إلاَّ وفيهما للشِّعر مَحَطُّ رِحالٍ فسيحٍ،يعبق بأناقة تذوُّق الكلمة وروعة التَّفاعل مع جماليَّة الصُّورة؛ وفيه، كذلك، للموسيقى ركنٌ تُرْفَعُ فيه صلاةٌ لِلنَّغم بخشوع. وكم كانت القصائد المُغنَّاة، في تلك الجلسات واللِّقاءات، مَحْرَقَةَ بُخورٍ يتعالى من توهُّجِ جَمْرِها صدحُ بلابل الحلا وعبقُ نشوةِ الآهِ الطَّرِبَة.

لم يكن من وسيلة واسعةُ الانتِشارِ إلى الموسيقى والأغنية، زمنذاك، إلاّحاسَّة السَّمع، عبر ما قد يَبثُّه المذياعُ وتصدح به الاسطوانات وبكرات التَّسجيل الصوتيِّ؛ فلم يكن للتَّلفزيون من وجود، في بالِنا، آنئذٍ، إلاَّ باعتباره اختراعاً مُعْجِزاً مُعْجِباً، نَسْمَعُ بوجوده في بعض بلاد العالم ولانرى له أثراً في بلادنا.

الاستماع المُركَّزُ، كان من مقوِّمات ما اكتسبتُه، في تلك المرحلة، من مُدْخِلاتٍ إلى عوالم ثقافة الشِّعر والموسيقى والأغنية. وكانت أغاني “محمَّد عبد الوهاب” من أبرز أركان تلك الجلسات العائليَّة، وأجمل ما تحفل به تللك اللِّقاءات الاجتماعيَّة من إيقاعات ومعانٍ. فإذا ما أراد القومُ استماعاً لإغاني “عبد الوهاب”، ورؤيةً له وهو يغنِّيها، فلا بُدَّ لهم من انتهازِ فُرَصٍ نادرةٍ كانت بعضُ دور السِّينما تُعيدُ فيها عَرْضَ بعضِ أفلامه؛ وإنْ تعذَّر، فلَنْ يكونَ من بأس في جَلَساتٍ تُحيِها نُخْبَةُ مغنِّين،َ من أبرزهم مُطْرِبُ بيروت الأشهر، حينذاك، الأستاذ “صابر الصَّفح”؛ أو يؤدِّي فيها بعضُ الأهلِ والأصحابِ ما يحفظونه من أغاني “عبد الوهاب”، مُصاحَباً بعزفٍ بيتيٍّ على العود. والعزفُ البيتيُّ على العود سِمَةٌ رافقت، زمنذاك، كثيراً من ناس بيروت وذوَّاقتها في مجال الأغنية، فيكاد لا يخلو بيتٌ، في ذلك الزَّمنِ، من حضور لآلة العود فيه؛ وكم تبارت السَّيدات في رشاقة العزف عليه وعذوبتها.

بشارة الخوري (الأخطل الصغير)

 

لمْ أكن، يومها، في عمرٍ تُساعدني قدراته على وعي حقيقة ما أعيشه أو فَهْمِ أعماق مراميه؛ اقتصر الأمرُ المتحصِّل عندي على دهشةٍ جميلةٍ لذيذةٍ تَمْخُرُ عُباب الوجود بسحرٍ كان يُؤسِّسُ، فيما يؤسِّسه، لذائقة ثقافيَّة ساهَمَت في تكوينِ بعضِ ما أعيشُه اليوم.

احتَّلت قصيدة “جَفْنُهُ علَّمَ الغَزَل“، للأخطلِ الصَّغير، الذي كنتُ أسمعُ باسمهِ، ولا أعي من قد يكون بين أهل الشِّعر، عَرْشاً متميِّزاً في ذاكرتي الطِّفلة في تلك الأيَّام. كنتُ أسمعُ القصيدةَ بِغناءِ”محمَّد عبد الوهاب”، وكنت أُدهش من معانٍ فيها يتَفَنُّنُ الأهلِ والزُّوَّارِ في الحديث عنها. كان أحد أخوالي يَعْتَبِرُها، وِفْقَ تعبيرٍ طالما سمعتُهُ منه، “آيةً من آياتِ العِشق العربيِّ وجميلةً خلاَّبةً من أرِسْتُقْراطيَّاتِ الوُجدانِ الشِّعريّ”. وطبعاً،فلم أكن لأعيَ حقيقةَ كلِّ ما كنتُ أسمع؛بَيْدَ أنَّ الذي انزرعَ في باليَ وإحساسيَ ومشاربَ تَذوُّقي الأدبيِّ والجماليِّ أنَّ “جَفْنُهُ علَّمَ الغَزَل“،هذه، ليست سوى مِعيارَ ذَهَبٍ أو جَوْهَرٍ في تقديرِجَماليَّةِ صوغِ الكلمة وتناسق النَّغم وروعة الأداء.

جَفْنُهُ عَلَّمَ الغَزَلْ
فَحَرَقْنا نُفُوسَنا

ونَشَدْنا وَلَمْ نَزَلْ
حُلُمَ الزَّهْرِ والنَّدى
هاتِها مِنْ يَدي الرِّضَى
كَيْفَ يَشْكومِنَ الظَّما
ياحَبيبي أَكُلَّما
أَشْعَلواالنَّارَ حَوْلَنا
قُلْ لِمَنْ لامَ في الهَوى
إِنْ عَشِقْنا فَعُذرُنا
وَمِنَ العِلْمِ ماقَتَلْ
فيجَحِيمٍ مِنَ القُبَلْ
حُلَمَ الحُبِّ والشَّبابْ
حُلُمَ اللَّهوِ والشَّرابْ
جُرْعَةً تَبْعَثُ الجُنونْ
مَنْ لَهُ هَذِهِ العُيونْ
ضَمَّنا لِلْهَوى مَكانْ
فَغَدَوْنا لَها دُخانْ
هَكَذا الحُسْنُ قَدْأَمَرْ
أَنَّ في وَجْهِنا نَظَرْ

لم أكن قادراً آنذاك، بالطَّبعِ، على فَهْمِ حقيقة كيف أنَّ “العِلْمَ” يَقْتُلْ و”القُبَلَ” تُصْبِح جحيماً و”العيونَ” تروي من الظَّماء والأحبةَ يغدون دُخاناً و”الحُسْنَ” يأمر؛ لكنَّ كلَّ هذه، التي كانت نوعاً من “المُعَمَّيَاتِ” عندي، كانت تُدْخِلُني في أجواءَ من عوالمِ دَهْشَةٍ جماليَّةٍ لذيذةٍ مُفْرِحَةٍ. لذيذةٌ لأنِّي كنتُ أَرْتادُ فيها مجهولاً، ومفرحةٌ لأنِّي كنتُ، عبرها، أظنُّ نفسيَ متشارِكاً مع كبارِ ناسِ تلكَ المجالسِ في اهتمامهم لها. ولكن، كم كُنْتُ أُطربُ، فعلاً، عندما يصلُ الإنشادُ في غناءِ القصيدةِ إلى نداء “يا حبيبي”، وما كان يرافق إنشاد هذا النِّداء من تنغيمات لحنيَّة.

محمد عبد الوهاب

 

تمرُّ الأيَّام وتنقضي السُّنون، وأَدْخُلُ في مرحلة عمر تسمَّى مرحلة المراهقة. وكان من طبيعة تلك المرحلة إعادةُ اكتشافٍ للذَّاتِ وما قد يتبعُ هذا من رفضٍ لكثيرٍ من الموروثِ وإقبالٍ على كثيرٍ من الجديد؛ كما كان من متمِّمات تلك المرحلة الوقوعُ في هوى الصَّبايا والغرقُ، ربَّما، في بحارِ الحُبِّ والوَلَهِ إنْ لم أَقُلْ الذَّوبانَ في ذِكْرِ الحبيبةِ والتَّصوُّفِ في مِحْرابِ وجودها. كان زماني، آنئذٍ، هو بين مُنْتَصَفِ ستِّينات القرنِ العشرين وبدايةِ سبعيناته. ويومَها ذاعت منظومة للأخطلِ الصَّغير، كان يُغنيها فريد الأطرش في أَحَدِ أفلامه. إنَّها من “عِشْ أنت إنِّي متُّ بعدك“!

فريد الأطرش

 

كنتُ، حينذاك، أعرف، عبر مناهج التَّدريس، من هو الشَّاعر الأخطل الصَّغير؛ ولكن المنظومة المغنَّاة كانت ما قادني إلى قراءة القصيدة.  تعرَّفتُ، عبر منظومة الأخطل هذه، كيف يكونُ الحبُّ فِعْلَ ذَوَبانٍ مُطْلَقٍ في المحبوب:

عِشْ أنتَ إنِّي مِتُّ بَعْدَكْ
مـاكانَ ضَرَّكَ لَوْ عَدَلْتَ
وجَـعَلْتَ مِنجَفْني مُتَّكأًً
ورَفَعْتَ بِي عَرْشَ الهَوى
وأَعَـدْتَ للشُّعَراءِ سَيِّدَهُم
  وأَطِلْ إِلى ماشِئْتَ صَدَّكْ
أَمَـا رَأَتْ عَيْنَاكَ قَدَّكْ
ومـِنْ عَـيْنَيَّ مَـْهدَكْ
ورَفَعْتَ فَوْقَ العَرْشِ بَنْدَكْ
ولـِلْـعُـَّشاقِ عَـبْـدَك

ورأيتُ، عبر هذا التَّعلُّمَ، كيف يمكن أن يتجلَّى جمالُ الصَّدِّ وكيف تكونُ لَذَّةُ الوجعِ لمجرَّد أن يحيا المحبوب؛وفَهِمْتُُ كيفَ أنَّ العِشْقَ يَجْعَلُ من المعشوقِ يَشْهَدُ لَهُبِهِ عَاشِقُه:

وحياةِعينكَ وهِيَ عِندي

 

  مِـثْلما الأيـمانُ عِنْدَك

 

ودخلتُ دُنيا السُّموِّ الأعظمِ يومَ عَرَفْتُ، من منظومةِ الأخطلِ الصَّغيرِ هذه، فِعْلَ التَّضحيةِ الأكبر أبداً في سبيلِ ما أحبُّ وأؤمن به:

مـا قَلْبُ أُمِّكَ إنْ تُفارِقَها      ولَــمْ تَـبْـلِغْ أَشُـدَّكْ

فـَهَوَتْ عَلَيْكَ بِصَدْرِها        يَـوْمَ الـفِراقِ لِتَسْتَرِدَّكْ

بـِأَشَدَّ مِـنْ خَفَقانِ قَلْبي        يـَوْمَ قِيلَ خَفَرْتَ عَهْدَكْ

ولا أَنْكُرُ، أبداً، أنَّ هذا التَّوجُّه في التَّعاملِ مع مَنْ ومَا أُحِبُّ، ما انفكَّ دَيْدَني حتَّى اليوم؛ وإن كنتُ لا أَنْكُرُ، أيضاً، أنَّه سبَّب لي كثيراً مُرعباً من الخَيْباتِ! بيد أنَّ أفضل ما يبقى ويستمرُّ في هذه الحال هو عيشُ ذلكَ الذَّوبانِ الصُّوفيِّ، بذاتِهِ ولِذاتِهِ بِغَضِّ النَّظرِ عن موضوعهِ، حتَّى أقصى ما فيه من ثُمالة.   

ويمرُّ العُمرُ، تالياً، لأجِد نفسي طالباً يقتربُ من عشرينات سِنِيِّ العمرِ، يَرْتَعُ في رحاب الجامعة. والحياةُ الجامعيَّة تجربةُ انفتاحٍ كبيرٍ في حياةِ كُلِّ من دخل ميادينها. كانت حياةُ الجامعةِ لي عالمَ اكتشافِ أنْ ثَمَّةَ أموراً أُخرى ومفاهيمَ أُخرى، غيرَ تلكَ التي عَرِفْتُ من قبلُ، وغيرَ تلكَ التي بَنَيْتُ عليها ما كانَ لي من وجودٍ قبلَ الولوجِ إلى عالمِ الجامعة. وفي هذا الخِضَمِّ الهائلِ، وكنتُ، عهدذاك، طالباً في كليَّةِ التَّربيةِ في الجامعة اللُّبنانيَّةِ، فإنَّ أكثرَ ما اجتمعتُ عليه مع زملاءِ الجامعة، رَغْمَ جميعِ تمايزاتنا المناطقيَّةِ والاجتماعيَّةِ والدِّينيَّةِ والسِّياسيَّةِ والشَّخصيَّةِ، كان أنَّنا كُنَّا نَتَحلَّقُ جميعاً حَوْلَ “صندوق الموسيقى” Jukebox في مقهى الجامعة، نُلْقِمُهُ، طوالَ ساعاتٍ وساعات، “رُبْعَ اللِّيرة” تُلَو الرُّبعِ، ليُعيدَ على مسامِعِنا قصيدة “يا عاقد الحاجبين“، تصدحُ بها فيروز للأخطل الصَّغير.

 

يـاعَاقِدَ الـحاجِبَيْنِ
إنْ كُنْتَ تَقْصِدُ قَتْلي
تَـمُرُّ قَـفْزَ غَزالٍ
ومَا نَصَبْتُ شِباكي
تَـبْدو كَأنْ لاتَراني
ومِـثْلُ فِعْلِكَ فِعْلي
مَوْلايَ لَمْ تُبْقِ مِنِّي
أَخَافُ تَدْعو القَوافي
  عَلى الجَبينِ اللُّجَيْنِ
قَـتَلْتَني مَـرَّتَيْن
بَيْنَ الرَّصيفِ وبَيْني
ولا أَذِنْتُ لِـعَيْني
ومِـلءُ عَيْنِكَ عَيْني
وَيْلي مِنَ الأَحْمَقَيْنِ
حَـيَّاً سِوى رَمَقَيْنِ
عَلَيْكَ في المَشْرِقَيْنِ

كَمْاعتمدنا، ونحن في الجامعةِ، هذه المنظومةُ،للأخطل الصَّغير تترنَّمُ بها فيروز، رسالةَ إعجابٍ إلى زميلة؛ أو “تلطيشةً” رَعْنَاء إلى زميل هَجَرَتْ صُحْبَتُهُ إحدى رفيقاتن.و أنسى، أيضاً، أَنَّ هذه القصيدة المُغنَّاة كانت لبعضنا حَطَبَ حُلمٍ يصبُّ في توهُّجِ نارِ وَلَهٍ تائهٍ في رِحابِ العِشق.

وكم كانت كلماتُ الأخطلِ الصَّغير وصُوَرُهُ، في هذه المنظومةِ، تَتَدَلَّلُ على عروشِ نِقاشاتِنا الأدبيَّة؛ ونحنُ طُلاَّبُ أدبٍ عربيٍّ بالدَّرجة الأولى؛ بيننا َمَنْ تَعَصَّبَ لِنِزار قبَّاني، أو تَحَزَّبَ لِسَعيد عَقْل، أو انضوى تحتَ لواءِ مَدْرَسِةِ “مَجَلَّةِ شِعْر”. لكنَّ أحداً منَّا لم يَسْتَطِعْ أن يَحُدَّ من حماسهِ لبساطةِ فِكْرَةِ “عَقْدِ الحَاجِبَيْنِ” ورَوْعَتِها الجَمَالِيَّةِ غَيْرِ المَسْبُوقَةِ في دُنيا الشِّعرِ العَربيِّ، ومِثْلُها ما في “الرَّصيفِ” الفاصلِ بينَ الحبيبِ ومُحِبِّه و “دُعاءُ القَوافي في المَشْرِقَيْن”.

فيروز

 

فما كان إلاَّ أن تجاوزنا “تحزُّباتنا” الشِّعريَّة،  لِنَحْملَ تاجَ عبقريَّةِ الأخطلِ الصَّغيرِ موضوعاً لازماً للمقارنةِ والموازنةِ الأدبيَّتينِ في كلِّ درسٍ في الأدبِ العربيِّ وأعلامِهِ وفنونهِ نَحْضَرُهُ لأساتِذتِنا الكنز، زمنذاك، أنطون غطَّاس كرم وخليل حاوي وأدونيس وميشال عاصي وأحمد أبو حاقَّة وكمال اليازجي. وصارَ شِعْرُ الأخطلِ الصَّغيرِ، عندنا في الجامعةِ، مَدْخَلاً نَعْبُرُ منهُ إلى فنونِ شُعراءِ العربيَّةِ على مختلف عصورهم وتنوُّعِ مدارسهم واتِّجاهاتهم.

هذا بعضٌ من الأخطلِ الصَّغير، بشارة عبد الله الخوري، في وُجداني. كان لِشِعْرِهِ أنْ أَرْسى مَعاييرَ دَهْشَةِ الجمالِ الأنيقِ في مرحلةِ الطُّفولةِ؛ وكان لهذا الشِّعرَ أن يُسَاهِمَ، في مرحلةِ المُراهَقَةِ، في تأكيدِ قِيَمٍ حياتيَّةٍ ووُجدانيَّةٍ، ما بَرِحَت محفورةً في كَيانيَ وفاعلةً في الذَّات؛ وكان،لهذا الشِّعرِ، أيضاً، أنْ صارَ تُرْجَمَانَ مشاعرَ ومَدْخَلَ تَذَوُّقٍ واعٍ للأدبِ في مرحلةِ التَّأسيسِ للنُّضْجِ المعرفيِّ وخبرةِ التَّعاملِ مع النَّصِّ الأدبيّ.

شاعرٌ واحدٌ، عَبْرَ ثلاثِ قصائدَ مغناةٍ، ساهم في تكوين أساسيٍّ لِمحطَّاتٍ كُبْرى ومَفْصَلِيَّةٍ من محطَّاتِ حياتي؛ ورَغْمَ تَغيُّرِ الأحوالِ وتَبَدُّلِها وتنوُّعِها وتناقُضِها بينَ المحطَّةِ والأُخرى، فإنَّ شِعْرَ الأخطلِ الصَّغيرِ ظَلَّ مؤشِّر البوصَلَةِ الرَّائع.

لا أظنُّ أنِّيَّ مُتَفَرِّدٌ في تجرُبَتي هذهِ مع شعرِ الأخطلِ الصَّغير؛ وأنا واثقٌ مِنْ أنَّ لِكُلِّ مَنْ كانَ له حَظُّ مُعَايَشَةِ قَصائدِ الأخطلِ الصَّغيرِ، أو الاستماعِ إلى غناء المُطْربينَ والمُنشدينَ لها، والتَّرنُّم بها، تجربَتَهُ الخاصَّةَ التي قد تختلفُ عنْ تَجْرُبَتي، لكنَّها تَصُبُّ في خانةِ ما أَغْنانا بِهِ وغنَّاهُ الأخطلُ الصَّغيرُ في دُنيا الشِّعرِ العربيِّ والجمالِ الأدبيِّ والتَّعاملِ مع جوانبَ رائعةٍ من العيشِ الإنسانيّ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *