المحروسـة سايكـس بيكــو

Views: 652

رشـا بركــات (رايتـش) – حكايات رشا

 

سلام يا نيكسون باشا يا بتاع الووتر غيت…

حكايتي اليوم فيها مزيج من تحقيق تاريخي وصرخة من داخلي

نقلاً عن  U.S. Army Center of Military History

مركز الجيش الامريكي للتاريخ العسكري، فإن الصورة للخريطة المرفقة أدناه هي بنفسها الخريطة التي تم توزيعها على طلاب التاريخ العسكري في الجيش الأمريكي “للويلات” المتحدة منذ عام تقريبا. فقد تناول المدربين هذه الخريطة لكي يدون الطلاب ملاحظاتهم عليها وهكذا حصل كما هو مبيَن وواضح عليها.

أما وبعد بحثي وقراءاتي حول هذه الخريطة في عدة مواقع وكتابات، فقد ثبت أن هذه الخريطة كانت أصلا لتقسيم الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. ما لفتني أكثر خلال قراءتي، أن هناك غياب لورود مصدر هذه الخريطة لكن وجود احتمال تسريبها من الأرشيف البريطاني ومن ملفات تختص بال”سير” مارك سايكس.

ما تم شرحه وكتابته عن تلك الخريطة، أنها تحدد مناطق التقسيم والنفوذ والتضييق على تركيا لتصبح مركزة في منطقة الأناضول وإعطاء قسم منها للأرمن واحتلال منطقة أخرى وجعلها دولة يهودية تابعة في البدء تحت سلطة البريطان (القسم الفلسطيني مع التمدد المستقبلي وما يسمى اليوم بالأردن)، وإخضاع منطقة ثالثة للسلطة الفرنسية ويبدو أنها تشكل القسمين اللبناني والسوري من منطقتنا الواحدة.

عندما أتطرق بالقول عن المساحة التركية فهذا لا يعني بتاتا أنني أسلم أو أعترف بها أيضا في منطقتنا أو أنني أنتقص من السيادة الأرمنية أو سيادتنا نحن أهل منطقة بلاد الشام الواحدة والتي قسمتها إتفاقية سايكس بيكو اللعينة وتبعتها الوعود والإتفاقيات الأخرى وصولا إلى الصفقات المتنوعة في وقتنا الحالي. أتحدث عن التاريخ وأنه لا يمكننا أن ننكر أن تركيا كان لها نفوذ في منطقتنا وقد استفادت كثيراً أيضا من منطقتنا ووفقاً لحكمها الذي كان سائداً وقتذاك، فالحصار كان عليها لإضعافها وهزيمتها في مراكز نفوذها التي كانت متواجدة في بلادنا وكذلك، لأهمية واستراتيجية منطقتنا.

كل البلاد طمعت في منطقتنا الواحدة من عجم وغرب، فراحوا يقسموا منطقتنا كيفما شاؤوا ويقتلونا ويدوسوا على كل ما له علاقة بكرامتنا فقط من أجل السلطة والنفوذ وبسط سيطرتهم.

هل نرضى أن نبقى لقمة عار وذل أمام كل من هب ودب؟ هل نقبل أن ننادي بتقسيم المحروسة سايكس بيكو بينما لدينا كل هذا التاريخ والارشيف الذي يثبت أننا من منطقة واحدة ونسيج لشعب واحد؟ نحن جسداً واحداً شئنا أو أبينا. كنا عنصريين بين بعضنا البعض أو لم نكن، هذا نحن وهذه هي حقيقتنا.

من قال أن الأردن كان مملكة في السابق؟ بل كان بادية فلسطين. من قال أن لبنان وفلسطين وسوريا كانوا مقفلين بحدود جارحة كالموجودة اليوم؟ بل كل منطقتنا كانت هدفاً لسياسات الدول الغازية لأنها غنية ثقافيا وجغرافيا واقتصاديا وووو…لأنها بركة كوكب الأرض وشريان وجوده.

خابت سايكس بيكو وعاشت من جديد منطقة بلاد الشام الواحدة خالية من كل أوجه إضعافها وتقسيمها مجدداً بحسب ما يتوافق مع مصالح العصر الحالي ومجريات أحداثه.

 لنتوحد ولنقل للمحروسة سايكس بيكو وكل سايكس بيكو جديدة: لسنا ألعاباً بل نحن أهل تاريخ وكرامة.

أتمنى ألا تكون قد أزعجتكم حكايتي لليوم، لكن لا تنسوها أو ترموها في سلة المهملات….

06/  04/ 2021

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *