تكليف لا تشريف

Views: 7

خليل الخوري

 

حملٌ ثقيل يُلقى على عاتق مجلس نقابة الصحافة الذي أُعلِن عنه أمس في ظروف لا يختلف إثنان على أنها بالغة القسوة والشدّة وأنّ صاحبة الجلالة في صراع مصيري مع البقاء.

وفيما أتقدّم بالتهنئة من النقيب الأخ الأستاذ عوني الكعكي والأعضاء، خصوصاً الجدد منهم، أودّ أن أضع أمامهم بضعة آراء هي خلاصة تجربة طويلة في مهنة البحث عن المتاعب.

أولاً- نودّ أن نشدّد على أنّ التعاون بين نقابتَي الصحافة ومُحرّري الصحافة هو قدرهما معاً، فلا صحافة من دون مُحرّرين عاملين فيها ولا مُحرّرون من دون مؤسسات صحافية يعملون فيها.

ثانياً- ندعو إلى وقف هذا التصنيف المُزمِن بين صحف سياسية وصحف غير سياسية. أليس أنّ أصحاب النوعَين وناشريهُما ينضوَون، معاً، في «كادر» نقابة الصحافة، وأنّ العاملين في ضفّتَي هذا القطاع هم في نقابة الصحافة (أو هنا يجب أن يكونوا)! أصلاً، هل هناك، عندنا في لبنان، إلتزامٌ بعدم نشر المادة السياسية في المطبوعات المُصنَّفة غير سياسية؟

ثالثاً- ما هو الفرق بين مُدير التحرير والعاملين في أقسام المطبوعة: الفنّ والإقتصاد إلخ. في الصحيفة المُصنّفة سياسية، وبين زملائهم في أقسام المؤسسات غير المُصنّفة سياسية؟

رابعاً- في بلدان العالم قاطبةً ليس ما يُحظّر أن تنشر صحيفة سياسية المواد غير السياسية، أو أن تنشر صحيفة غير سياسية المواد السياسية. وحتى الصحف المُتخصّصة، بفعل الإرادة الذاتية كثيراً ما تنشر مقالات وأبحاثاً ومقابلات سياسية مهمّة. مثال ذلك الحديث الذي أدلى به هنري كيسينجر إلى مجلّة «playboy».

خامساً- الصحافي هو المُحرّر، وهو المندوب، وهو المُراسِل، وهو المُصحِّح، وهو المُخرِج، وهو المُنَفِّذ… ولسنا ندري ما هي الفائدة من تشطير المهنة بل وتشظيتها إلى مجموعة نقابات وجمعيات.

سادساً- إنّ صحافة الورق في محنة كُبرى، بل في مُراوحة بين الحياة والموت. فالمطلوب، بسرعة، عملية إنقاذ فورية. وليس وارداً الإتّكال على الدولة وهي التي لم تفعل شيئاً عندما كان وضعها المالي يبدو سليماً، فكم بالحري اليوم؟

سابعاً- يجب التوصّل إلى قانون يُنظّم العاملين في وسائل الإعلام التكنولوجية وتوحيدهم وضمّهم إلى نقابة الصحافة. وهذا ما عجزنا عنه في المجلس السابق رغم جهود حثيثة بُذِلت خصوصاً مع المعنيين في السلطتين التنفيذية والتشريعية.

ثامناً- منذ عقود كتبتُ وطالبتُ، وسأظلّ أكتب وأطالب بإلغاء الإمتيازات وإباحة إصدار الصحف لمن يشاء ويقدر… وعندئذٍ سيتبيّن أنّ عدد المطبوعات سيهبط إلى ما لا يتجاوز أصابع اليدَين، لأنّ المنافسة ستأخذ مجراها ولن يبقى فاعلاً وحاضراً إلا القوي.

وأخيراً، نتمنّى لمجلس النقابة الجديد التوفيق.

(firstaiduc.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *