ماذا لو توافقوا؟!

Views: 120

خليل الخوري 

كان الحديث يُدار بين السفيرة والمسؤول اللبناني حول الشغور الرئاسي ومخاطر استمراره الكبيرة على لبنان… تشعب الحوار الى مواقف الأطراف الداخلية والخارجية ، وأين يمكن أن يؤدي أي تدخل إيجابي الى تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وأين بادر أي طرف، وأين قصّر، بما في ذلك البلد الذي تمثله السفيرة. وقد اتخذت هذه الجزئية من الحديث جانباً طويلاً. ومع تشعّب الحوار في إطار الموضوع ذاته طرحت السفيرة السؤال الافتراضي الآتي: ماذا لو اجتمع في بكركي، برعاية البطريرك بشارة الراعي، كلٌّ من جبران باسيل وسمير جعجع وسامي الجميل وتوصلوا الى اتفاق على اسم معيّن مرشَّحاً من قبلهم؟ وعلى الفور ومن دون أي تردد، أجابها المسؤول: عندئذ يصبح هذا المرشح رئيساً للبنان، لأن أي طرف لبناني أخر لن يعارض هكذا توافقاً أو أن يقف في وجهه.

وقبل أن تنتقل السفيرة الى استكمال حديثها أو التعليق على جواب المسؤول بادرها الأخير قائلاً: ولكن حصول اللقاء الذي تفترضينه أصعب من حلّ ألغاز الكون (…).

نتوقف عند ما تقدم من محضر اللقاء لنؤكد على اقتناعنا الراسخ وهو أن العلة في أزمة الرئاسة تكمن في العداوة العميقة بين القيادات المسيحية التي لم تكتف بالبغضاء والحقد والكراهية العاصفة في ما بينها، بل خصوصاً لأنها نقلتها الى القاعدة، ورسختها في صفوف الأجيال الصاعدة. وأن ما يدعو الى الحزن هو ما آلت إليه حال الفريق المسيحي الذي هو صاحب الدور الأكبر في إنشاء الكيان اللبناني.

واستطراداً على ما قاله المسؤول للسفيرة نضيف أن معظم علة مسيحيي لبنان هي في معظم هذه القيادات الهجينة (طبعاً قيادات الأطياف الأخرى لا تقل تخاذلاً وهجناً، ولكنها على الأقل قادرة على اللقاء وتبادل الكلام، وحفظ المظهر)…

ولا يفوتنا أو نتجاهل الدور الخارجي، ما كان منه معطِّلاً أو إيجابياً، ولا ننسى الى ذلك دور الأطراف الداخلية من الأطياف الأخرى غير المسيحية، ولكننا على يقين بأن الحل، كما التعقيد، هو أولاً في أيدي المسيحيين الذين أنهكونا بهذا الصراع العبثي على الكرسي المشلّع.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *