إلى العذراء مريم

Views: 871

جوزف القصيفي

ايتها العذراء مريم…

سيدة لبنان، تاج الطهارة، الفائقة الحسن والجمال، المضرجة بورد القداسة، المخضوبة بعطر الحب، تغدقينه بسخاء ، على كل مستحق وغير مستحق، المؤتزرة بحلة السماء، المكللة بارز الجبال، المطلة على بحار السحر، ترقبينها بالعين الحانية، وقلب الام الرؤوم ،وتدفعين اشرعة الوجود الى مرافئها الخلاصية،

ارحمي ضعفي البشري، وانسجي من خيوط رجائك المذهب، رداء التوبة، عباءة يتدثر بها كل لائذ الى جنان رحمتك.

انت سيدة الامكنة والازمنة، وواحة صحرائي الجدباء.انا التائه في رمال الانانيات المتحركة، التي تسعى وراء سراب العدم.

ايتها المستكينة في قلب يسوع تحولين اوجاعه بلسما، كما حول الماء في اجاجين قانا، خمرا ،كرمى لعينيك الصافيتين كينابيع الايمان الذي لا ينضب، اغسليني من غبار الخطيئة الذي يعمي البصر والبصيرة، لاستحق مواعيد الحياة المفتوحة على امداء العطاء، فينبلج الفجر الجديد مغسولا بماء الطهر المنسكب من هالة النور التي تطوقه، كما يطوق ثلج صنين القمم الناهدة الى العلاء .

تحملني يد الذاكرة الى حريصا التي كنت امشي اليها طفلا بين المنعرجات المحروسة باشجار الصنوبر، المستغرقة في شدو الطيور، ودل الفراشات المتنقلة بخفر بين الازاهير البرية ، منشدا :” في ظل حمايتك نلتجيء يا مريم”. فتغمرني غبطة روحية، مجدا السير منخطفا اليك.

ايتها العذراء ، اغفري لي عجزي عن تخير الكلمات التي تليق بك. آه لو استطيع ان انتزع قلبي من مكانه لاطرحه على قدميك، لتدركي ان كل نبضة منه تسفح على مواطئها مزامير عبادتي لك. ايتها الزهرة الفواحة التي لا تكفي كل قوارير الطيب لاغتراف اريجها .

يا نوارة المسافات المرئية وغير المرئية، سجل نوار على اسمك في روزنامة الشهور، وهو الذي تكرم بوجهك المضيء آلاتي من خلف سحابة البهاء.

لقد فقت حقا الشمس والقمر،وكل ما سرى من انجم في فلك السماء.

كوني حارستي، يا شفيعتي، واهدني ان استعير بعضا مما حباك الله لاتمجد بوجهك الذي يختصر سر اسرار الحياة، واتبارك بنورك القدسي، يا سلطانة السلام، وان يكون مآلي في احضانك الدافئة عندما تزف ساعة الرحيل.

٧ نوار ٢٠٢١

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *