فلسطين دائماً وأبداً

خليل الخوري

تكشّفت المواجهة بين الإحتلال الصهيوني والشعب الفلسطيني عن بضع حقائق لا يمكن تجاهلها وهي تظهر للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي. فلم يسبق أن توافق إصدار مواقف من مختلف الصحف ووسائط الإعلام الغربية، الأميركية والأوروبية، ناهيك بوسائط إعلام العالم الآخر، مُجمعةً على التنديد بالعدوان. وهذا ما يجدر التوقّف عنده. نحن لا ندّعي أنه سيؤدي إلى إدانة «إسرائيل» في مجلس الأمن الدولي مثلاً، ولكننا نُدرك أنّ ثمّة شيئاً مُتغيّراً في العالم.

فلم يعد ممكناً أن يقتل الصهيوني الأطفال والنساء، وأن يكون ثمّة إجماع في «الميديا» الغربية على أنّ هؤلاء الشهداء هم إرهابيون! وأن تُدمّر آلة الحرب العدوانية المباني على قاطنيها من المدنيين ويُجمع الإعلام الغربي على أن أولئك هم من الفصائل المتطرّفة أو أنهم إرهابيون في المطلق…

هذا زمنٌ ولّى إلى غير رجعة. والفضل في ذلك يعود بالطبع إلى صمود الشعب الفلسطيني البطل المُناضِل، الذي أكثر ما تُعبّر عنه تلك الصورة لأحد الفلسطينيين الذي يجري إنتشاله من تحت الأنقاض، وما أن تبدو يده، فيما لا يزال رأسه تحت الركام، حتى يرفع علامة النصر.

وليس قليلاً أن يظهر رئيس دولة الكيان المغتصِب رؤفين يفلين، على قناة 12 العبرية، يوم الأربعاء الماضي مُحذّراً من «حرب أهليّة» داخل الكيان، مُضيفاً: لقد صنعنا حرباً بلا معنى، أوقفوا هذا الجنون. وهذا الموقف ينطبق عليه المثل السائر الشهير «وشهد شاهدٌ من أهله». وأيّ شاهد؟ إنه رئيس دولة الإحتلال شخصياً.

ومن أسف أن نسمع كلاماً من مفكّرين عرب مزعومين، ومن الكثيرين من الجهلة، الذين تفوح رائحة الكراهية منهم، عبر وسائط التواصل الإجتماعي، يُعلنون العداء لفلسطين وقضيّتها، وفي المقابل يُعلنون إنتماءهم إلى دولة الإحتلال! فعلاً إنّ ما نستمع إليه من أقوال في هذا السياق، يدعو إلى الحزن مقروناً بالقرف، في أقلّ تقدير.

وكان لافتاً ما كتبته صحيفة «واشنطن بوست» من أنّ «إتّفاقات التطبيع التي وصفها نتانياهو بأنها «محور التاريخ» بدأت تتهاوى أمام الغضب الفلسطيني المُتصاعد من القمع والتهجير القسري… وأنّ قضية فلسطين التي جرى تهميشها بقوّة خلال حكم دونالد ترامب (…) أصبحت تحتلّ الآن الصدارة في كلّ مكان من العالم مع إقتراب الصراع من التحوّل إلى حرب شاملة».

فعلاً إنّ مصير دولة العدوان والإحتلال على المحكّ.