من غالي الذكريات… الشاعر عبده بدران غصن “راديو الزجل”
نبيل غصن
كان والدي عبده بدران غصن شاعر زجلي معروف في الثلاثينيات والاربعينيات، شارك بحفلات على منابر الزجل مع شعراء معروفين بذلك الوقت، بمن فيهم شحرور الوادي اللي كانت تربطو فيه صداقه حميمه، الى حد إنو سمّاني على اسم ابنو البكر: “نبيل”. ومن بعد وفاة شحرور الوادي ووفاءً من والدي إلو، اسس عام ١٩٥٠ صحيفه ادبيه شعريه اطلق عليها اسم “الشحرور”، وبقيت تصدر اسبوعياً على مدى اربعين سنه تقريباً.
ولأنو والدي كان مغرما بالمسرح الزجلي، اسس بالثلاثينيات مع الشاعرين كميل خليفه وطانيوس الحملاوي جوقه زجليه باسم “الكروان” لعبت دور ناجح بلبنان وبلدان الاغتراب… ومن كتر ما كان الوالد صاحب صوت جميل اطلقوا عليه الشعراء بهاك الوقت لقب “راديو الزجل”.
جوقة “الكروان” قامت بالثلاثينيات والاربعينيات بجولات عديدة في مختلف بلدان الاغتراب، وساهمت في بعث الحنين والاشتياق بقلوب المغتربين، وساهمت بعودة الكثيرين منهم لزيارة وطنهم الأم بعد غياب سنوات طويله عنو. وبإحدى السفرات اضطر الوالد انو يغيب مدة سنتين متواصلتين تلبية لطلبات المغتربين في ولايات الاميركتين الشماليه والجنوبيه، اللي كانو يحضروا حفلات الفرقه بالمئات من شدة لهفتهم واشتياقهم لسماع اول جوقة
شعراء من لبنان بتزورهم وبتحرِّك الحنين والذكريات بقلوبهم…
ومن شدة اعجاب المغتربين بجمال صوت الوالد، طلبوا منو تسجيل بعض اشعارو مغناة بصوتو الحنون على اسطوانات ليحتفظو فيها ببيوتهم… وطبعاً لبّى الوالد طلبهم وسجّل غناءً عدد من قصايدو، ومنهن قصيدي عاطفيه رائعه خصّ فيها والدتو.. اللي كان يحبها ومتعلق فيها كتير.. وما بقي واحد من المغتربين عندما يسمعها الاّ ما يتأثر ويجهش بالبكي.. وما بقي ولا بيت من بيوت المغتربين غير ما احتفظ بهالاسطوانه. (mnspas.com)
قصيدة الأم
وهيدي هيي قصيدة الأم:
من خلف سبع بحور يا امي
من خدودي بعتلك شمّي
لا تزعلي يمي ولا تنهمي
وبغيبتي لا تعتلي همّي
مين إلي بالكون غير إمي
قدّيش يا إمي حضنتيني
وما بين ايديكي غمرتيني
وقديش للعدرا ندرتيني
من بعد الله محبتك ديني
ذخيري بصدري معلّقك يمي
من بعد الله عبدتك عبادي
وعند الشدايد بإسمك بنادي
وبتخايلك بِساعة رقادي
كتير عم بتبّوسي ولادي
بيحقِلي لو بكيت يا امي
بأَيش يا امي بكافيكي
وحيدك ل بعدو مجافيكي
رخيص لو هالقلب بهديكي
بجنّ لمّا بفتكر فيكي
وبغِصّْ بالدمعات يا إمي
