فارس الحرموني المهجري يرسم بيروت بالألوان والرموز

Views: 385

زياد كاج

    يهدي فارس الحرموني المهجري غنائيته الشعرية ” ألوانك البهاء، يا أنت…نشيد لأطفال بيروت” ( “دار نلسن”،  2021)  “الى أطفال بيروت الذين عانوا همجية تفجير مدينتهم والذي سرق منهم براءة طفولتهم ونقاوتهم”.

من الغنائية الاولى بعنوان “رسولة الآلهة”، يستدعي الشاعر البعيد-القريب والعاشق لمدينته- الالهة إيريس (إلهة الصراع والبحر والسماء وقوس القزح في الأساطير اليونانية) لتركع وتتواضع أمام آلام وجراح  الحبيبة بيروت التي “تكسرت على جسدها المسامير والحراب” و “غزا السواد القلوب والعقول والأجسام”. ويدعونا الحرموني الى اجتماع للآلهة فُوضت  فيه إيريس للتحدث بأسمهم لتروي الماضي والحاضر بالألوان والرموز “لكي تطمئني”.

  يقارب الشاعر “درة المدائن” بريشة متعددة الألوان في محاولة منه “لإعادة البهجة والسمر” الى مدينته المكسورة الخاطر، بيروت. فبين الشعراء والمدن علاقة حب قديمة حاضرة في جميع الحضارات والعصور .

 

يجعل الأحمر – لون الهوى والحرب والرغبة والشهوة- يرفرف فوق دحنون في وادي أدونيس (إله الحب والجمال). والأرجواني، “رفيع المقام في بهاء الألوان…” يعلو”فوق المعابد والهياكل وبحر بيروت وصور..” ثم تنتقل عين-ريشة الشاعر برشاقة وموسيقى شعرية راقية مفعمة بالرموز الأرضية والسماوية  من ” المرجاني” الى “الخزامى”، فـ “الفيروزي” و”الأزرق” الذي يمثل الماء والسكينة وأحلام النهار لبيروت “برعم الحضارات والأصالة والإلفة والطمأنينة في حضنك”.

ومن “الزهري”، وصولاً الى الأسود – رمز المنون والهلاك والتفجع والنواح- يبرئ الشاعر مدينته من هذا اللون الذي لطالما ارتدته  بيروت، أنت البهجة وفضاء الألوان. حتى الإلهة إيريس صرخت عندما ركع الأسود أمام أقدامها الجريحة: “يا شحار البين..يا غراب البين…”

تحت عنوان “إياب الرسولة”، تعود إيريس الى مجمع الآلهة بعد أن تعبدت خاشعة أمام نجمة البحر ( المدينة)…حاملة معها ” سلام وعرفان بيروت” ومعها عادت جوقة من الملائكة ترتّل:” من له بصيرة وعينان فليتسامَ بالألوان”.

يذكر أن  ريع الكتاب  يعود للمتضررين من تفجير بيروت في 4 آب.      

 يعدنا الشاعر فارس الحرموني المهجري بطبعة لغنائيته  جديدة  ملونة مزينة برسوم وخطوط ومائيات ستوزع لاحقاً.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *