في مَحافِلِ القَصِيدَة!      

Views: 317

 جُوزف مهَنَّا

 

(مُهداةٌ إِلى الصَّدِيقِ الشَّاعِرِ مُورِيس وَدِيع النَجَّار عُربُونَ تَقدِيرٍ ومَحَبَّة)

 

مِن صَوادِحِ الشِّعرِ يَفُوحُ أَرِيجُ البَدْعِ مِن بِرَقرَقاتِه.

شُهِرَ بِتَبَحُّرِهِ في فُنُونِه. وامِقٌ* في سِلْكِ بَلاغتَهِ ِوتَبَصُّرِهِ، مُعَشَّقٌ تاجُهُ بِشَذَراتِ الذَّهَب.

يَعِيشُ في مَحافِلِ القَصِيدَةِ، لَمَّاحَ القَوافِي، كَمَنْ شَدَّ مع الرِّيحِ قُلُوعَهُ فَتَتَهادَى على يَدَيهِ بِالغَلائِلِ البَهِيَّةِ المُذَيَّلَةِ، وبِالعُقَدِ الزُّرْقِ الفارِزَةِ في ضَفائِرِ شَعرِها كَأَجنِحَةِ العَصافِير.

كُلُّ غُصنٍ داهِشٍ مِن مَضارِبِهِ لَهُ شُعَبٌ أُرجُوانِيَّةٌ دَفِيئَةٌ كَمَوقِدَةٍ تَؤُجُّ في لَيالِي الثَّلجِ، تَتَسانَدُ الحُرُوفُ فِيها كَما بِالمَناكِب. وكَمَرِّ النَّسِيمِ على الرَّوابِي يَرسُمُ مُطارَحاتِ الغَزَل!

اعتَرَشَ الحِبْرُ غَزَّارَتَهُ كَأَنَّ العَرَبِيَّةَ لَهُ إِرْثٌ وصُفَّاتُ مَدامِيكَ قُصِّبَت لِتُرصَفَ قَلائِدَ لِخَمائِلِه.

إِذا أَقصَدَكَ إِلَيهِ الأَمْرُ كُرْمانًا لِلقافِيَةِ الآسِرَةِ، فَأَنتَ على شَفا الوَقتِ في غَوْصٍ على المَعانِي الجَيائِدِ، تَضُخُّ الشَّهْدَ المُصَفَّى يَنسابُ مُتَواتِرًا صَقِيلًا كَرِيمَ العُصارَةِ، مُوْحِيًا بِتَواضُعٍ تَغارُ مِنهُ الكِبرِياء.

هو الشَّاعِرُ مُورِيس وَدِيع النَجَّار…

عمائِرُهُ… إِمَّا التَقَيتُها بِواحاتِ رُوائِها، في عُيُونِ الصَّابِينَ إِلَيهِ، وخُيُولِ قَدَرِها المُمَنَّعَةِ، المُطْلَقَةِ العِنانِ إِلى الشَّمسِ، كَمِثلِ مَلَّاحٍ فِينِيقِيٍّ، تَتَرافَدُ شَعَّاتِ ضَوْءٍ بِالأَماراتِ والقَرائِنِ والنُّظُمِ، لَتَستَقبِلَ شاعِرَنا استِقبالًا حَفِيًّا، نَغُومًا كَهَزْجِ مِزْمارٍ في لَيلَةِ سَمَرٍ حالِمَةٍ، وَيَسُحُّ العَبِيرُ، ويَكُونُ مِهْرَجانٌ وعِيْد!

***

* وامِق: مُحَبَّب

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *