مدير إذاعة لبنان محمد غريب لـ Aleph-Lam: مهمتي الحفاظ على ريادة هذا الصرح العريق وتعميق التواصل مع محيطنا العربي
أمل ناصر
رجل عصامي بنى نفسه بنفسه فوصل إلى إدارة هذا الصرح العريق “إذاعة لبنان”، بعد مسيرة طويلة في عالم الكلمة والخبر الصحيح.
محمد غريب، آمن بمستقبل إذاعة لبنان، وعمل بجهد حثيث في سبيل تطويرها، وضع في برنامج عمله أولوية تخطيط وتشجيع البرامج الهادفة فلاقت انتشارًا ونسبة استماع عالية ليس في لبنان فحسب إنما في العالم، عبر موقع الإذاعة الإلكتروني والبث المباشر على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
واثق الخطوة، عادل ونزيه، يُعلي الحق وينبذ الباطل، لا تهمه المحسوبيات بل الكفاءة والجديّة والموهبة والصدق. يطبق القانون الإداري بحرفية ودقة ويعمل من دون كلل أو ملل، فإذاعة لبنان شغفه وبيته الثاني وهمه الدائم. (https://michaelpalance.com/)
Aleph-Lam التقت محمد غريب مدير اذاعة لبنان في حديث مفتوح حول تجربته وتطلعاته المستقبلية:
منذ استلامك إدارة إذاعة لبنان خطوت خطوة سريعة وناجحة في مسيرة هذه الإذاعة العريقة وفتحت قلبك وعقلك على رحابة الرؤية وسعة الأفق. ما أبرز الإنجازات التي حققتها؟
ليس المهم الحديث عن الإنجازات بقدر ما هو مهم الحديث عن استمرار اذاعة لبنان في تقديم الأفضل للمستمع، وهذا ما وصلنا اليه في دورة البرامج الأخيرة التي اضفنا اليها ما يعد إنجازا كبيرا على مستوى نوعية البرامج، خاصة عندما نتحدث، على سبيل المثال، عن المايسترو اندريه الحاج والموسيقى وبرامج اخرى تجذب المستمع وهو يحتاجها بالفعل في هذا الزمن الرديء الذي نعيشه، وهذا هو دور اذاعة لبنان، الإذاعة الوطنية، الإذاعة الأم، فهي مثل العلم اللبناني أي أنها لكل اللبنانيين. أما دورها الأساسي فهو أن تكون إلى جانبهم، ترشدهم، تعالج همومهم، تقدم لهم برامج اجتماعية وفنية ودرامية وتمثيلية وأدبية وثقافية وصحية.
كيف ترى مستقبل إذاعة لبنان في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد؟
يجب أن يترافق مستقبل اذاعة لبنان بالتطور التقني بحيث تصبح مسموعة عبر الـ اون لاين في لبنان وخارجه، لا سيما في بلاد الاغتراب، وقد حققت نقلة نوعية في هذا المجال بفضل فريق يعمل ليل نهار، فضلا عن تطوير ارسالنا الاعتيادي عبر تجهيز مراكز إرسال اذاعة لبنان المنتشرة من الشمال إلى الجنوب مرورا بالجبل وهذه ضرورة ملحة، وكنا في صدد معالجتها، ولكن للاسف الوضع المالي في البلد وارتفاع سعر صرف الدولار أخّرا تنفيذ خططنا، رغم كل الصعوبات لن تستكين حتى تصل إذاعة لبنان الى كل منطقة في لبنان.
ما الخصوصية التي تتميّز بها الإذاعة؟
رغم التطور في وسائل التواصل الاجتماعي ، تحتفظ إذاعة لبنان بطريقتها الخاصة المحترفة في جذب المستمع، وهي تتفرّد بها مع أن وسائل إعلام أخرى حاولت تقليدها.
لإذاعة لبنان جسر تواصل مع الدول العربية، ضمن سياسة الانفتاح على محيطنا العربي، ما أبرز معايير هذا التواصل لا سيما في تبادل الخبرات؟
معروف أن اذاعة لبنان من أقدم الإذاعات في الدول العربية، ولها الدور الأول والريادي في إيصال الصوت الاذاعي إلى المستمعين العرب. ومن هنا تلتزم السياسة العامة الموضوعة من المشرفين عليها، ومن أبرز خطوطها الانفتاح على الإذاعات في الدول العربية والتبادل البرامجي معها، تحت راية اتحاد اذاعات الدول العربية.
أين موقع إذاعة لبنان في هذا الاتحاد؟
تحتل دورًا بارزًا في تنفيذ خطط الاتحاد السنوية ونشاطاته ومتابعة اجتماعاته والمشاركة الفعالة في قرارات اللجنة الدائمة للاتحاد، واذاعة لبنان عضو فيها باعتبارها من مؤسسي الاتحاد ورائدة في العمل الاذاعي وتطويره على مدى السنوات.
ما دورك في تفعيل جسر التواصل مع الإذاعات العربية؟
حرصت في الآونة الأخيرة على تفعيل الأعمال المشتركة مع الإذاعات العربية، وإعداد حلقات إذاعية مشتركة معها، آخرها مع اذاعات الكويت والأردن وفلسطين، وسنكمل هذه الطريق في مجالات أخرى في المستقبل القريب، عبر تبادل الخبرات الاذاعية وكل ما من شأنه أن يساعد في تطوير العمل الاذاعي العربي المشترك.
معروف أن طموحك لا حدود له، هل تعتقد أن الأهداف التي وضعتها نصب عينيك قابلة اليوم للتحقيق رغم كل الأزمات التي نواجهها وأكيد طالت بشظاياها إذاعة لبنان؟
حاليًا، لا تساعد الأوضاع في لبنان على تحقيق ما نصبو إليه في اذاعة لبنان على مستوى التقنيات كالارسال والاستديوهات التي تحتاج إلى إعادة تفعيل، خاصة استديو فيروز واستديو حليم الرومي… كنا نسعى للتغيير في القوانين لفتحها أمام الإنتاج التمثيلي والموسيقي، لكن الاوضاع التي نعيشها منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ حالت دون ذلك، مع ذلك سنستمر في العمل لتعود اذاعة لبنان كما كانت في الزمن الجميل محط أنظار كل صاحب فن راق، ولممثلين والموسيقيين والكتاب والشعراء وأصحاب الأداء الراقي والجميل .
كانت إذاعة لبنان ، منذ تأسيسها، صوت الناس في السلم وفي الحرب، واليوم، في ظل اليأس والإحباط الذي يعاني منه الناس، كيف تتعامل مع الوضع، وما السياسة التي تعتمدها والدور الذي تلعبه في حث الناس على الصمود؟
منذ تسلمي مهام مدير اذاعة لبنان وضعت نصب عينيّ أن الإذاعة يجب أن تكون صوت الناس. واليوم، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن اللبناني سياسيًا واقتصاديًا وصحيًا لا سيما بعد تفشي جائحة كورونا، اتجهنا إلى البرامج الإرشادية المتمحورة حول الحماية من كوفيد ١٩، وعلى المستوى الاجتماعي والتربوي والقانوني تبث اذاعتنا برامج تهتم بأوضاع المواطن التي لها علاقة بحياته المعيشية والتزامه بالقوانين.
كذلك نقدّم برامج تهتم بالشباب ومستقبلهم، فضلا عن برامج مشتركة مع مؤسسات دولية كمركز الأمم المتحدة في بيروت وغيرها، ما يعزز حضورهم في برامج اذاعة لبنان، فبناء المستقبل يقع على عاتقهم.
أيضًا تهتمّ اذاعة لبنان بالبرامج الفنية على انواعها، وأخرها التعاون مع المايسترو اندريه الحاج لإنتاج برنامج موسيقي من الطراز الأول، وبرامج أخرى تهتم بالزمن الجميل وتاريخه الذي يجب أن يطلع عليه جيل الشباب.
لا بد من الإشارة إلى أن إذاعة لبنان غنية بالبرامج الأدبية والشعرية، من إعداد وتقديم فنانين وشعراء أمثال الفنان محمد ابراهيم .
وتمتاز الإذاعة بالبرامج المباشرة الصباحية اليومية المنوعة التي لها حضورها بين مستمعي الإذاعات في لبنان وهي من إعداد وتقديم شخصيات معروفة بخبرتها الإذاعية وحرفيتها .
ولا ننسى ما تقدم اذاعة لبنان للمغترب اللبناني في بلاد العالم ليبقى مرتبطا بأرض وطنه، ولدينا جمهور في أميركا واستراليا وكندا وأوروبا ودول الخليج العربي يستمع إلى اذاعة لبنان عبر البث المباشر على صفحتها على الإنترنت و الـ اون لاين الذي بدأنا بتطويره ووصلنا إلى بث الاذاعة عبر life streaming على موقع الإذاعة الإلكتروني او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نأمل بلوغ مبتغانا في ظل التعاون بين دوائر الاذاعة في المصلحة الفنية لتطوير الارسال وتفعيل الاستديوهات، وايضا في مديرية البرامج التي لها الدور الأبرز في تقديم برامج راقية تلبي ذوق المستمع، وإيصال اذاعة لبنان إلى المستوى الافضل، فكل العاملين فريق عمل متكاتف في سبيل إنجاح هذه المؤسسة واستمرارها .
بحكم موقعك كمدير لإذاعة لبنان، يمتدّ تعاملك وتعاطيك مع الجهاز الإعلامي في وزارة الإعلام، ابتداء من وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد مرورًا بمدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ووصولا إلى الموظفين، كيف تقيّم مسار هذه العلاقة الشاملة والمتنوعة؟
أنهي كلامي بالحديث عن هذا التعاون وهذه العلاقة المبنية على الثقة المتبادلة بيني كمدير لإذاعة لبنان والعاملين فيها من فنيين ومهندسي صوت ومذيعين ورؤساء دوائر وأقسام وكل العاملين في المصلحة الفنية ومديرية البرامج وعلى رأسها السيدة ريتا نجيم الرومي. فلولا هذا التعاون المثمر لما استمرت اذاعة لبنان في عملها في هذه الظروف الصعبة. كل ذلك بتوجيه من مدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة الذي لم يبخل يوما في تقديم ما يلزم لاستمرار عمل اذاعة لبنان. كذلك معالي الوزيرة الدكتورة منال عبد الصمد التي كما الدكتور فلحة تحثنا دوما على المثابرة وتقديم الأفضل للجمهور.
وقد قدمت الدكتورة عبد الصمد كل ما يساعد في استمرارية عمل الإذاعة. ونحن لدينا ملء الثقة في أن وزيرة الاعلام والمدير العام يقومان بهذا الدور الإيجابي لأنهما يدركان أهمية بقاء اذاعة لبنان في مصاف الإذاعات العربية لما لدورها من أهمية. كما أن حاجتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى لتوعية المواطن لاسيما الشباب وإعطائهم فرصة لإبراز ما يمتلكون من خبرات.