صمتٌ جديد

Views: 18

 وسام سري الدين

 في بلادِكَ فقط

 تُحيكُ وَيَدَ الصمتِ ثوبًا من حكاية

 معصوبَ العينين تمشي إلى حَتفِكَ الهادئِ المرتقِب

 هزيلًا ناشفًا كباقةِ وردٍ تحتَ الشمس

 تدرُجُ ويتساقطُ من ثوبِكَ الأسى

 مطويَّ الشعورِ كمنديلِ عاشقٍ.. ما كسا جسمَهُ لحمٌ من فَرطِ الحب

 

 ما بقيَ لكَ سوى عملاقِ الصمتِ تلوذُ به من أناكَ الصارخةِ..

 وحواسُك تثرثرُ بالأمنياتِ المُبارحة

 في عالمٍ مشطوبٍ.. مقلوبٍ.. كلُّ ما فيه مؤجّلٌ حتى إشعارٍ آخر

 تمهّل لن يترُكَكَ من يُحبّكَ.. لن يترُككَ من يكرهُك

 نعم سيفكرون بك.. ولكن..

 وأنت تتقاسم النكبات مع الزمهرير

 وأنت تبتسمُ ابتسامةَ ثوبِكَ عن عري السنين

 سيفكرونَ

 وأنتَ الذي تنهدمُ فورَ انحناءِ المطر

 تسألُ عبر القارّات ما هو اليوم من التوقيت؟؟

 يلويكَ عصفُ جوعِ أطفالكَ

 تتابعُ كعاملٍ يكسرُ الحصى بلا أَجر

 وتنصَبُّ فوقَك سخافاتٌ عفِنة.. ورمالُ قَفر

 تشتري الهواء والماء وفتات الخبز.. بدمعة

 

 لن تموتَ مكتوفَ الأيدي بدربٍ طويل

 وستزيلُ عن عينيكَ ترابَ الوأدِ الثقيل

 جيءَ بكَ، ولكنك ستعومُ

 في بحرٍ لم تسمع فيه غيرَ صريرٍ في أذنيك

 يناديكَ.. أن ارحل.. أيّها المكلومُ في كفّيكَ.. في فتحتَي أنفِكَ

 وتعيشُ فعلَ بطلِ الذكرياتِ وبطلِ الأقاصيصِ المفتّتة

 على أعتاب قدَرِك المحنّط بالكبرياء

 الصمتُ سيجعلُكَ تتحرّكُ أقلّ القليل

 من شهيقِ نبيل

 لتعرفَ كيف توضّبُ حقائب صمتِكَ

 إلى مجهولٍ جديد

 وصمتٍ جديد

(https://ausoma.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *