محمد إقبال حرب… “الملعون المقدّس”

Views: 514

صدرت النسخة الورقية من رواية الملعون المقدّس للأديب محمد إقبال حرب عن دار النهضة العربية.

في ما يلي مقطع من الرواية:

اسمع أيها القمر لو تركت مدارك وتربعت على أي مكان من جسدي سأفرح بك، سأخبرك حكايا حب طويلة واسمع منك حكايا النجوم والشهب. لا، ليس أي مكان بل على خدي لأُلامسك في أي وقت أشاء، ولأفخر بك أمام كل الكائنات. لا يا قمر أنا لست بهذا الغباء لأطلب المستحيل من علياء فمن شهد ولادة طفل من عدم لا يستغرب سقوط قمر على خدّ بشر. ستكون شهابي الأزلي فحياتي جرداء رغم ثرواتها من الحب والعطاء. تلوّنتُ بالسعادة من أجل البشر، ونثرت حبي بلا حساب، تسامحي لم ينضب في رحلة أزلية بين واحة وأخرى وحيدة بلا حبيب. أنا وحيدة، وحيدة وأعلم بأنك الوحيد القادر على إدراك عمق وحدتي، شقاء بقائي الأزلي كشجرة باسقة تثمر حُبًا ولا تتذوقه.

طالت مناجاتها للقمر وطال جلوسها فوق موقدة لم تحظَ منها بلهيب جذوة من أمل أو شعلة من قلب. طالت حتى بدأ اللون الأبيض منتصرًا في حرب الزمان فبدأ الليل يتقهقر بمعية القمر. وما أن أدركت إينويا أفول صفحة القمر حتى دمعت عينيها إيذانًا بصفير الريح تؤرق وحدتها. نظرت إلى علياء عند شبح القمر وقالت له: وداعًا … وداعًا. لا أدري لماذا أشعر بأنني لن أراك مرة أخرى. ربما يُستجاب لدعائي وأصبح صخرة بين هضابك الجافّة لأنها معجزة أسهل من سقوطك على خدي. لا يزعجني جفافك لأنني سأرويه بدموع اختزنتها عبر قرون طوال… ستدرك أنهاري تنساب فوق هضابك، أنهار شوق وحب، أنهار مودة جارفة ونيران شوق ستنير جانبك المظلم.

***

(*) الصورة الرئيسية: محمد إقبال حرب يتسلم الرواية من  مديرة دار النهضة العربية نسرين كريدية 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *