الأسرار المفضوحة

Views: 727

خليل الخوري 

من دروس هذه الأزمة المتفاقمة انها لم تترك سترا على مغطى، فهتكت الأسرار، وكشفت الغطاء عن كل مستور، خصوصا في مجالات المخالفات والارتكابات وسائر الموبقات التي ارتكبتها وترتكبها الطبقة السياسية المهيوبة، بكبارها والصغار و»المقمطين في السرار» ايضا… ومع ذلك تتعامل السلطات وكأن الفاسدين مجهولون، والمرتكبين مكتومون، والفاعلين مجهولون…

منذ سنوات، بل منذ عقود عديدة تعود الى زمن الحرب، والتهريب يمثل أحدى أكثر الآفات اضرارا باقتصاد البلد… وقد روينا هنا،قبل أيام، تجربة عن التهريب شهدناها بالعين المجردة… وفي الأسابيع الأخيرة ارتفعت الأصوات تندد وتحذر وتطالب بقمع هذه الآفة: اذ المعابر غير الشرعية معروفة، والقيمون عليها معروفون بالأسماء، والقوافل مسجلة بالصوت والصورة وبالألوان أيضا… ومع ذلك لم يتخذ أي تدبير فعال، او اي اجراء  مفيد، أو أي قرار حقيقي لمكافحة هذا المزراب الذي يتسرب منه قسم كبير من عافية لبنان المالية والاقتصادية.

ومن العجب العجاب ان المعنيين بمواجهة التهريب الذي تسبب، ويتسبب بالأذى الفادح للبنان، يقفون عاجزين، أو متعاجزين، او متواطئين. ولعلهم كذلك. والأنكى انهم يتعاملون مع هذه الجريمة المفضوحة وكأن الأمر بعيد عن ادراك الناس الذين يعرفون الحقيقة بوقائعها الكاملة من الالف الى الياء.

والأمر ذاته تتعامل معه السلطات بالنسبة الى محتكري ومخزني الدواء والمحروقات… واذا اضطر هذا الجهاز، او ذاك القاضي، او ذلك المصدر الرسمي أن يتحدث في الموضوع فإنه يذهب الى المغمغة والتعمية وعند الضغط قد يذكر الاحرف الاولى من اسم المرتكب المضبوط بالجرم المشهود… ومثل هذا التصرف يدل على غباء  مفرط، خصوصا ان اللبنانيين يعرفون الموضوع بتفاصيله الكاملة من طقطق الى السلام عليكم.

ان الاستمرار في هكذا نفاق من شأنه ان يثير ليس فقط الكثير من علامات الاستفهام. بل أيضا الكثير من الظن والاتهام والشك في سلوك المسؤولين الذين ليس أحد منهم امرأة القيصر… فكلهم  كلهم تحت الشبهات!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *