رحيل المخرج برهان علوية بعد رحلة شغف بالسينما والوعي

سليمان بختي

رحل عن عالمنا المخرج برهان علوية (1941-2021) إثر أزمة قلبية أصابته في بروكسل.

ولد في أرنون في جنوب لبنان وتلقى دروسه  الأولى في عين الرمانة ثم عمل مساعد مصور في تلفزيون لبنان. ومع عمله كان يدرس العلوم السياسية في  الجامعة اللبنانية. التحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث في بروكسل ” انساس”، وتخرج منها عام 1970.

عام 1973 اخرج فيلمه القصير “ملصق ضد ملصق”. وعام 1975 أخرج فيلم “كفرقاسم” وهو الفيلم الذي صنع شهرته كمخرج متميز وكتب حوار الفيلم عصام محفوظ ووضع الموسيقى التصويرية وليد غلمية. ويستعيد حادثة حقيقية حصلت عام 1956 في قرية كفرقاسم إذ يُفاجَأ الأهالي بحصار قريتهم وتتطور الأمور إلى إرتكاب مجزرة ينفذها المحتل الإسرائيلي بحق أبرياء. وحاز الفيلم على 3 جوائز.

 

عام 1978 أخرج فيلما وثائقيا بعنوان “لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء”  نال جائزة مهرجان الفن والتراث في بروكسل.

 وعام 1981 أخرج فيلمه الثاني الرائع عن الحرب اللبنانية وكان بعنوان ” بيروت اللقاء” وكتب حواره أحمد بيضون. ونال جائزة سيزار للأفلام الفرنكوفونية. و”رسالة في زمن الحرب” (1984) و”رسالة في زمن المنفى” (1987) ونال جائزة الأفلام في بروكسل. و”أسوان والسد العالي” (1990). ” بعد حرب الخليج” ،” الحرامي” جائزة مارون بغدادي.و”إليك أينما تكون” و”خلص” (2006) نال جائزة أفضل سيناريو ومونتاج في مهرجان دبي السينمائي (2007). أما آخر أفلامه الدرامية القصيرة فكان “مازن والنملة”.

 

عمل برهان علوية أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية وكان محبوبا من تلاميذه. وأختير عضوا في العديد من لجان التحكيم في مهرجانات السينما الدولية ومنها “قرطاج” و”كازابلانكا”و “بروكسل”.

 كان برهان علوية من  أهم فرسان السينما اللبنانية الحديثة وكان يعمل إنطلاقا من شغفه وحماسته وقناعاته. ولم يدخل أبدا في أفلام الصفقات أو التي تسعى إلى أرباح تجارية مباشرة. كانت السينما له أداة وعي وتعبير وتغيير وحلبة صراع للهوية والذاكرة والمنفى والقيم والحرية.

 لبث برهان علوية وفيا للمبادئ والرموز التي نشأ عليها العروبة واليسار وعبد الناصر وفلسطين. كل ذلك شكل وعيه السياسي والاجتماعي وأخذه إلى السينما ليوقع أفلاما ستعيش طويلا في ذاكرة الفن والهوية اللبنانية والعربية.