وقف الانهيار أولاً

Views: 298

خليل الخوري 

«إذا اشتبهتْ دموعٌ في خدودٍ/ تبيّن مَن بكى ممّن تباكى».

(المتنبي مادحاً عضد الدولة)

لا شك في أن الرئيس نجيب ميقاتي بكى تأثراً ولم يتباكَ، فتأليف الحكومة بات، من أسف شديد، إنجازاً في لبنان.

في نظرة سريعة لتطورات الأيام الثلاثة الأخيرة يتبين أن الضغط الخارجي فعل فعله في تسريع إصدار  مراسيم ولادة الحكومة الميقاتية الثالثة بعدما كانت المؤشرات كلها تشي بأن كل شيء فارط، وأن البلد سائر نحو المجهول – المعلوم المروّع.

ولم يكن مقبولاً، بأي شكل من الأشكال، أن يستمر لبنان من دون سلطة تشريعية ذات وضع طبيعي. والأهم إصرار الدول الفاعلة والمتمكنة على تشكيل الحكومة،  بنداً أوّلَ، كمدخل للمساعدات، التي يتعذر وقف الانهيار من دونها.

والسؤال: هل تستطيع هذه الحكومة أن تنطلق في مسار مختلف، أو أنه سيتعذر عليها ذلك بسبب الذين يعرقلون أي خطوة إنقاذية، بل أي عمل منتج.

الذين استمعوا إلى الرئيس نجيب ميقاتي متحدثاً، أمس، من على منبر القصر الجمهوري، وهو يغالب دموعَه، تساءلوا عمّا استند إليه في الطابع التفاؤلي الذي ضخه. وربما أراد أن يوحي بأن لديه دعماً عربيا ودولياً ملحوظاً، كي لا نقول كبيراً. وهذا ما يأمل اللبنانيون أن يكون فعلياً. ولكن الحكم على ذلك كله لا يمكن إلا أن يكون على التنفيذ.

ويأمل اللبنانيون أن يُنجز البيان الوزاري في أقصر مهلة زمنية،  لتنال الحكومة الثقة على أساسه، ليس لأن ثمة مخاوف من عدم نيلها، إنما لأنها لن تكون شرعية إلا بهذه الثقة.

وعلى سيرة البيان الوزاري فإن مضمونه سيكون مُهمّاً، ليس على صعيد التنفيذ وحسب، إنما أيضاً على صعيد المضمون في حدّ ذاته: فهل سيتمسك حزب الله بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة؟

امّا أولويات هذه الحكومة فيجب أن تكون، بالضرورة، التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية –الاجتماعية، من خلال إحياء الاقتصاد.

وفي تقديرنا، كذلك، أن أولوية الأولويات هي فك العزلة عن لبنان التي أوقع ذاته فيها… فهل إن هذه الحكومة قادرة على أن تكون على قدْر هذه المسؤولية الضخمة؟!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *