“رُباعیّة بیروت”…تَذَكَّرْتَ الْهَوَى والْشَّغَفَ هِبَةَ الآلهة

“رُباعیّة بیروت”  أناشید لفارس الحَرَموني المهجري نُظمت بین 2014 و2019، وكان الكتاب ماثـِلاً للطباعة قُبيل التفجير البربري لبيروت. صدر عن دار نلسن في بيروت.

يعود ريع الكتاب لمساعدة المتضررين من تفجير بيروت من خلال مؤسسة:

LIFE Humanitarian Relief Effort. Life Generation.

Website https://lifelebanon.org

 

 

فارس الحَرَموني المهجري

أَوْشَكْتَ أَنْ تَبتَعِدَ عَنهَا

لِتَرَدُّدِهَا، ولِأنَّهَا حَيَّرَتْكَ

فَتذَكَّرْتَ أنَّ الحُبَّ هِبَةُ الآلِهَةْ

يَشِعُّ فِي الأُفُقِ خَاتِمُهَا

 

وهُنَا نُورُ الشَّيءِ والحِسُّ الآخَرْ

حَتَّى لَوْ شَرَدَ كالغَزَالْ

لَاحِقْهُ بِخِفْيَةٍ وهَمْسٍ وحَذَرْ

بِخَفرٍ وصَبْرِ وتَؤُدَةْ

 

ثُمَّ الرَّمْيةُ، وشِبَاكُ الشِّعْرِ والنَّثرْ

رَتِّبِ المَائِدَةَ بِأَطيَبِ الفَاكِهَةِ

وبُقُولِ الحَقْلِ واللَّبَنِ

ومَذَاقَاتِ البَرَاري

 

والشَّهْدِ أو الأَبعَدِ مِن خَصْبِ النَّحْلِةْ 

والتَّرحَابِ بِالرَّيحَانِ والبَيلَسانْ

والشَّاعِرُ الَّذِي مَسَّدَ جَسدَهَا

بِزَيتِ الأَزهَارِ نُهُوضًا وَفِي يَقظَةْ

 

لِتَسْمُو رَائِحَتُهَا

فَوقَ فَضَاءِ المَدَائِنِ

ولَا بُدَّ أَن نُكَمِّلَ المَصِيرْ

ونَزدَانَ بِالكُتُبِ والشِّعرْ

 

والتَّراتِيلِ والتَّرانِيمِ

والصَّنْجُ والمِزْمارْ ها هُنا والْعُلَى

وأَغَاني دُرُوبِ الحَرِيرْ

والرِّفقَةُ هُمُ العَقلُ وَالفِكرُ

 

ومُسَامَرَةُ الرَّوحِ وأَن تَفُوحَ عَلَى الدُّنَى

وعُنقودٌ وأَكثَرَ مِنَ العِنَبْ

وكأْسٌ مِنْ نَبِيذِ الكرُومِ المُعَتَّقْ

وهَا هِي الأَسبَابُ لِتُثابِرْ:‏

 

أنَّ الحُبَّ غَالٍ ثَمينٌ

ونِعْمَةٌ مِنْ عَبَاءَاتِ العَيْشِ والرَّجَاءْ

وأنَّهَا أنِيقَةُ العَقلِ والرُّوحْ

وفَرَسٌ بَحرِيَّةٌ بَارِعَةُ القَوائِمِ والجَمَالْ

 

وأنَّهَا وأنَّهَا وأنَّهَا‏

كَمْ يَحلُوُ شَخصُهَا وفِكرُهَا‏

وأَنَذا أَعشَقُ الرُّوحَ وَالبَسمَةَ

وتِلكَ المَحَاسِنَ والطَّلَّةْ

 

ويَنضُجُ الوَقتُ حَتَّى

يَغمُرَ هَيكلَكَ مَرْمَرُ جَسَدِهَا‏

والأَطْرَافُ تَشتَبِكُ وتَلتَفُّ‏

تَلتَوِي أَنيناً ولَذَّةً

 

عَلَى بُحَّةِ صَهِيلِهَا

فَتَشْهَقُ حَتَّى الصَّدَى يَرْتَجِفُ

وتَتألَّقُ الأيَّامُ

فَرَحًا وبَهْجَةً فِي مَجْدِ اللِقاءْ