كما تكونوا يُوَلَّ عليكم

Views: 212

خليل الخوري 

 

تحفل أمهات الصحف ووسائط الإعلام العالمية بأخبار لبنان والتقارير المستفيضة عنه، التي يركّز معظمها، إن لم تكن كلها، على الفساد الضارب أطنابه في الطبقة السياسية عموماً، مَن هم في المسؤولية الرسمية، ومن هم خارجها، على حد سواء… ويكاد لا يمر يوم واحد من دون الكثير من المعلومات والتحقيقات عن هذا الوطن المنكوب، وشعبه المأزوم في معاناة ليس لها حدود، وفي انهيار ليست له نهاية.

واللافت أن جانباً ممّا يُعمم في الخارج بدأ يركّز، إلى حديث الفساد الضارب الطبقة السياسية وحلفاءها، على اللبنانيين «الذين يأكلون بعضهم بعضاً»… والأمثلة كثيرة في هذا المجال… ومن أسف أن ما يُنشر ويُعمم ويُذاع ويملأ الأسماع بات يوازي في تحمّل المسؤولية، بين الجلّاد والضحية… ويستشهد الصحافيون والإعلاميون  العرب وخصوصاً الأجانب، بما حفلت به الساحة اللبنانية من أخبار التهريب عبر الحدود اللبنانية – السورية، وأيضاً تخزين المحروقات والأدواء والمواد الغذائية وحليب الأطفال إلخ… ليصل الأمر بأحد الإعلاميين البارزين في بلد خليجي عربي إلى حد استخدام المثل السائر: «كما تكونوا يُوَلَّ عليكم»، وذلك في معرض شموله الفساد بالطبقات السياسية وتحالفاتها السياسية والمالية، وأيضاً بالناس العاديين.

صحيح أن هذا الكلام مستفِز ومرفوض عندما يتناول التعميم… ولكن الموجع أن فيه بعضاً من الحقيقة المرة.

أمس، وفي غير واحد من المتاجر الكبرى تبين أن تراجع سعر صرف الدولار من 23 ألف ليرة لبنانية إلى 13 ألفاً لم يحرك الضمائر والواجب القانوني والأخلاقي في تعديل الأسعار.

والأنكى من هذا، أن عودة الدولار إلى الارتفاع فوق الـ13 ألف ليرة رافقه في بعض المتاجر إعادة رفع السعر الذي هو أصلًا مقرّر على أساس الـ23  ألف ل.ل.

وأمثال المقيمين بهذه المخالفة التي تبلغ حد الجريمة، في ظروف الناس المأز ومة، يجب سوقهم أمام القضاء.

والمضحك المبكي أن التبرير لعدم المبادرة إلى  تخفيض الأسعار مع هبوط الدولار هو أن هذا الشأن يقتضي وقتاً… ومع أن أكثر من أسبوعين انقضيا على تراجع الدولار فلم يتوصلوا بعد إلى تعديل السعر… ولكننا جميعاً نعرف كيف كانوا يرفعون الأسعار مرة ومرتين وثلاثاً في اليوم الواحد عندما تكون العملة الخضراء على صعود.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *