“العلمُ نورٌ”

بيار أديب ضاهر

 

“الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كلّ ما تعلّمته في المدرسة.” (ألبرت أينشتاين)

لماذا نتعلّم؟ لأيّة أسباب نمضي معظم سنين طفولتنا ومراهقتنا، ونحن نستيقظ باكراً، نحمل حقائبنا الملأى بالكتب والدفاتر، نذهب إلى المدرسة، حيث تمرّ أكثر ساعات نهارنا نشاطاً، فيما نحضر الصفوف ونشارك في النشاطات المدرسية، لنعود من ثمّ إلى البيت ولدينا كمّ مرهق من الدروس والفروض؟ ولا تمرّ علينا عطلة الأسبوع، أو عطل الأعياد والمناسبات الرسمية كذلك، دون المزيد من الواجبات المدرسية تشغلنا، وتقضّ مضجع بعضنا، وتدفع البعض الآخر لمزيد من الجهد والعطاء؟

 

“تسعة أعشار التعليم .. تشجيع”. (أناتول فرانس)

ولماذا، رغم ظروف جائحة الكورونا في السنتين الماضيتين وما فرضته من حجر عام متكرّر، توجّب علينا أيضاً متابعة الدروس عبر الانترنت، في ما عُرف ب”التعلّم عن بُعد”، دون التحدّث عن مشاكل الإنترنت عندنا، وانقطاع الكهرباء المتكرّر، وسواهما من مشاكلنا المتفاقمة خلال الأزمة الاقتصاديّة التي ظهّرت واقعنا بأسوأ ما يكون من الصّوَر والأمثلة؟

 

“كان التعليم يدهشني بمعارف ووقائع لم تكن تهمّني إلا قليلاً.” (شارلي شابلن)

بصرف النظر عن ضرورة تحديث المناهج الدراسيّة لتواكب العصر وتلبّي حاجات الإنسان والمجتمع المستجدّة، ورغم تداعيات الأزمات المختلفة الضاغطة علينا اليوم، تُطرح مسألة العودة إلى التعليم الحضوري مع بدء العام الدراسي الجديد، لنقف كمُدرّسين أمام تلامذتنا ونعلّمهم… أنعلّمهم المواد المدرسيّة المختلفة مع الواجبات المرتبطة بها، ونتركهم يلهون في الملعب بعدها لبضع دقائق، ويقرع الجرس لعدّة مرّات وينتهي دورنا؟ يُقال أنّنا في المدرسة نتعلّم، إلى جانب المنهج المقرّر، ما سُمّي ب”المنهج الخفي”، أي نتعلّم الإستيقاظ باكراً والمحافظة على الوقت والمواعيد وأهمّية الجهد والمثابرة والصدق والتعاطي البنّاء المثمر مع الآخرين… لنصبح أناساً نشيطين، مفيدين وفعّالين في مجتمعنا ووطننا.

 

“لكي تغيّروا المجتمع ينبغي أوّلاً أن تغيّروا العقليّات السائدة فيه عن طريق التعليم والتثقيف والتهذيب”. (إيمانويل كانت)

قد يبدو تحقيق “المجتمع المثالي” أمراً بعيد المنال، ويُعدّه البعض مستحيلاً، لكن ما تحمله إلينا وسائل التواصل الاجتماعي من صُوَر وأخبار عن العالم المتقدّم حيث تُحفظ كرامة المعلّم، وتربّى الأجيال على المعارف والقِيَم الهادفة والمحفّزة للإبداع والاختراع والتميّز، يجعلنا نخجل من واقعنا المأزوم، ذاك الواقع الذي يمكن تبديله نحو الأفضل، بنسبة كبيرة، بأخذ القرار السليم في كافّة مواقع المسؤوليّة والقرار.

 

“الشيء الوحيد الأكثر كلفة من التعليم هو الجهل”.(بنجامين فرانكلين)

“من ينصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه”. (علي ابن أبي طالب)