أعز ذكرياتي وأغلاها مع المطربة الكبيرة وردة الجزائرية: عندما طالبتني بمرافقتها إلى مصر لتُعّرِف الملحنين على صوتي، كواحدٍ من أجمل الأصوات الغنائية

Views: 159

  نبيل غصن

 

*ملاحظة: النص بالمحكيّة اللبنانيّة

 

 بتعود معرفتي وصداقتي بالمطربه الكبيري الراحله “وردة الجزائرية” الى اوائل السبعينات، وكنت وقتها رئيس دارة الريبورتاج في اذاعة لبنان، وبهاك الوقت زارت ورده بيروت ت تنفِّذ عقد غنائي لمدة اسبوعين على ما اذكر بملهى “الفونتانا” اللي كان من اشهر الملاهي ببيروت بهاك الوقت، وموقعو بمنطقة عين المريسه.

اتصلت بالمطربة ورده وكانت نازله مع شقيقتها بفندق الريفييرا، وطلبت منها تزورنا بالاذاعة لاجراء مقابله طويله بفترة البث المباشر، لكنها اعتذرت لاصابتها بوعكه صحيه وسألتني اذا ممكن سجلها المقابله بالفندق، ولاحقاً بتتشرف بزياره للاذاعه وهيدا واجب عليها، شكرتها بالطبع… وبالوقت المحدد كنت عندها بالفدق من اجل المقابله.

 

بدأت معها التسجيل بين اسئلة واجوبة حول مسيرتها الاعلاميه من وقت طفولتها لحد مجيئها لمصر وبداية شهرتها الفنيه المعروفه.. وتعمدت اطلب منها بين كل سؤالين تلاتي، إنها تغني بصوتها مقطع من اغانيها بغرض كسر نمطية الحديث الطويل.. (https://punandjokes.com/) ولما انهينا التسجيل طلبت مني وردة انو تسمع المقابلة المسجلة من باب الاطمئنان، وهيك صار وادرت التسجيل وراحت تسمع باهتمام كلي، لكن انا كنت مع كل مقطع عمتغنيه، بلا شعور مني، كنت شاركها بالغناء بصوت منخفض طبعاً.

ولما انىهت سماعها التسجيل سألتني: انت مطرب وبتغني برضو بالاذاعه يا نبيل؟

جاوبتها بالنفي.. لكنها اكدت انو انا صاحب صوت جميل ومن المؤكد اني مطرب وعم اخفي الامر عنها، واصرت تسمع صوتي بأي اغنية من اغنياتها، عندها سمّعتها مقطع من اغنيتها المشهورة بذلك الوقت “يا نخلتين بالعلالي يا بلح” … واندهشت من غنائي وسألتني اذا كنت درست اصول المغنى؟ وشو السبب بعدم احترافي الغناء؟ جاوبتها باني اخذت بعض الدروس بالسولفيج والعزف ولكني فضلت ابقى هاوي لأني مضغوط جداً باعمالي في الاذاعة وفي مراسلة عدد من الاذاعات العربية والعالمية، لذلك فإن الوقت والظرف غير مهيئين لي.

 

وما اقتَنعت وردة بحجتي وقالت: انت تتنكر لموهبة منحها لك الله… ثم وجهت لي ولزوجتي دعوة لحضورها في الليلة نفسها بملهى الفونتانا، وقالت انها ستحجز لنا طاولة ورح تكون بمنتهى السعادة ان لبّينا دعوتها.

ولبينا الدعوة مع الشكر الجزيل وكانت وردة في تلك الليلة تبدع في الغناء والتطريب وسط تهليل الجماهير وتصفيقهم.. واستمرت الحفلة حتى الساعة الثانية، وعندما هممنا بالمغادرة طلبت وردة مني اوصلها الى الفندق القريب، ورحبّت بالطبع واستقلت هي وشقيقتها وزوجتي السيارة وأول ما سألت زوجتي: لمَ لا تشجعي زوجك على الغناء؟ فهو يملك صوت قليل وجوده عند تسعين بالمئة من المغنين المشهورين اليوم؟ ثم قالت لأختها: دلوقت ح تسمعي صوت غنائي سيدهشك.

وافقتها زوجتي على رأيها وقالتلها: أمر احتراف نبيل الغناء او عدمه، هو المسؤول عنو مش أنا.

 

وبدأنا أنا والصديقه ورده الغناء طوال رحلتنا بالسياره.. مقطع مني ومقطع منها، موال مني وليالي منها، وطالبتني انو سمّعها لون العتابا المحبب الى قلبها، ففعلت وراحت تبادلني بدورها العتابا الميجانا… واستمرينا بالغناء معاً وسط آهات وتطييب زوجتي وشقيقتها حتى وصلنا الى منطقة خلده – جنوب بيروت.. وبهالوقت كان نور شمس الفجر بدأ يطل علينا واضطرينا نرجع باتجاه الاوتيل، بعد ما وافقت ورده وشقيقتها على تلبية دعوتي مع زوجتي على سهرة عشاء في منزلنا بعد يومين، لكن وردة اشترطت علينا انو الطعام يكون خفيف كمان الحضور يكون خفيف. بالمناسبة، فاتني ان اذكّر ان والدة “وردة الجزائرية” لبنانية ومن عائلة “يمّوت” البيروتية الكريمة.

وكانت سهرة العشاء عنا عامرة فعلاً بوجود الصديقة الكبيرة “وردة” والعدد القليل من اعز الاصدقاء بناء لرغبتها… ومن جديد حلّقت وردة بالغناء متل عادتها واطربتنا بصوتها القدير اللي ما الو نظير، وطبعاً ما قدرت ارفض ابداً رغبتها باسماعها صوتي بكل الالوان، ومن جديد الحت عليي اني روح على مصر وهيي بنفسها رح تقدمني لكبار الملحنين ت يصيغو اجمل الحان الطرب اللي بتلائم صوتي القدير حسب تقديرها..

رئيس البرامج سابقًا في اذاعة لبنان الشاعر نبيل غصن وزوجته ماري

 

ووعدتها خير طبعاً لأنو هالفرصة منتظرها انا من زمان واليوم اجتني على طبق من كريستال ومن اهم واقدر مطربه عربية.. ووعدتها بصدق انو لبي رغبتها باسرع وقت من بعد ما اتخلص من ارتباطاتي المهنية العديده من اجل الانصراف كلياً لتحقيق الهوايه اللي مرافقتني من الصغر…

ومن قبل مجيء وردة لبيروت كنت حضّرت كم اغنيه بانتظار تسجيلهن بالاذاعة، وقبل تسجيلهن سمّعتهم بالسهرة لوردة، عجبها ذوقي باختيارهن، لكن فضلت واحده منهن وهيي “يا ساحر العينين” اللي ملائمه جداً لطبيعة صوتي وقالتلي سجلها وبعتلي ياها لمصر بسمّعها لبعض الملحنين، وهيك يبتعرفو ع جمال صوتك قبل حضورك الشخصي.

 

وبالفعل بدأت اتحضر بتخفيف ارتباطاتي العمليه.. وكانت الاتصالات متواصله بيني وبين العزيزه وردة، سجلت الاغنية اللي فضلتها “يا ساحر العينين” وسجلت اغنيه تانيه “يشهد الله، وبهالاثناء وصلني خبر من شقيقة وردة بتخبرني انو صحتها تدهورت وانو الاطباء نصحوها بالسفر لباريس لاجراء عمليه جراحيه دقيقة.. وفعلاً اجريت الها العمليه لكن ما تعافت كما يجب ونصحوها الاطباء بعدم اجهاد نفسها، وكنت لما اتصل واتطمن عليها اشعر انها تعبانه … وما مضي وقت طويل حتى اختارها ربنا لتكون بين ملائكتو ترنم الصلوات بصوتها اللي ربنا وهبو

الها مش بس ت يطربنا وحدنا البشر.. ايضاً السما الها اكبر حصّه فيه…!!

 رحم الله مطربتنا الكبيرة “وردة” وغفر لها واكرمها واسكنها فسيح جنانه.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *