نجيب محفوظ وقصة “الحلم 33”

Views: 315

سليمان بختي

هذا النص من كتاب ” أحلام فترة النقاهة” (2004) وهو آخر أعمال نجيب محفوظ (1911-2006) والذي احتوى على 291 حلما.

وهو أول أديب عربي ينال جائزة نوبل للآداب (1988) وأكثر أديب عربي نقلت أعماله للسينما والمسرح والتلفزيون.

أغلب مواضيعه مستمدة من واقع الحارة المصرية.

 

التحق بجامعة القاهرة 1930 بعد أن قابله طه حسين ونصحه بالدخول إلى قسم الفلسفة لأنه يقول أشياء غير مفهومة.

تبوأ عدة مناصب ومنها رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966-1971).

بدأ الكتابة في منتصف الثلاثينات واستمر حتى 2004.

 

مثل في رواياته خط الواقعية الاجتماعية والرمزية وكتب تاريخ مصر وتحولاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.

في 1995 توقف عن الكتابة لفترة بعد محاولة إاغتياله، وأثر ذلك على إنتاجه.

له العديد من الروايات مثل “ثلاثية القاهرة” و”اللص والكلاب” و” زقاق المدق” و”أولاد حارتنا” وغيرها من الروايات والقصص والسيناريوات والأفلام والمسلسلات. 

 

قصة الحلم  33

” ماذا حل بالشارع بل بالحي كله؟ .. على ذلك لم أكن أتوقع خيرا فيما أرى.

الحي كله كأنه هرم به العمرفذهب رونقه وتناثرت القمامة هنا وهناك، وصادفني أحد العاملين فسألته : ماذا جرى؟ 

فأجاب وهو يبتسم:” البقاء لله وحده وسبحان مغير الأحوال”.

وقصدت مسكن صديقي متوقعًا أن يحيق به ما حاق بالحي لا أكثر . ولا أنكر أنه كان وساطتي للحصول على بعض الأدوية الضرورية من الخارج كما كانت مكالمة تليفونية منه تحل أعصى المشكلات في المصالح الحكومية، وجدته كاسف البال لا يأمل خيرا في شيء… فعزيته وقلت له إنه صاحب مهنة على أي حال.

فقال متهكمًا: “ستثبت لك الأيام أننا لسنا أسوأ من غيرنا”.

وسألت نفسي: ترى هل يوجد حقا ما هو أسوأ، وسرعان ما حضر نفر من الشباب والشابات ومع كل حقيبته ملأها بأشيائه المودعة في الشقة مثل البيجامات والملابس الداخلية والقمصان النسائية الفاتنة وأدهنة وروائح عطرية. وحمل كل حقيبته وذهب… نطق كل شيء بما كانت تؤديه شقته من خدمات كما فطن بتدهوره… وتساءلت في نفسي… ترى هل كان ينعم بالفخر أو أنه تجرع المذلة والقهر؟”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *