لا نكهة ولا مزية

Views: 274

خليل الخوري 

ليس مقبولاً، تحت أي ذريعة أو سبب، أن يبقى مجلس الوزراء غائباً. نقول هذا وفي البال الثنائي (أمل والحزب) والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون… فالثنائي التزم بمقاطعة مجلس الوزراء إلى أن يتم «قلع» المحقق العدلي القاضي طارق بيطار وتجريده من ملف المرفأ… ونحن لا نملك المعطيات الكاملة حول مجريات التحقيق. وإذ نتفهم أن يكون لأي طرف موقف من قضية في مثل هذه الأهمية والتأثير، فكم بالحري الثنائي الذي له الحيثية الكبرى في بيئته على الأقل، فإننا لا نتفهم أن يُكربج البلد كلّياً، عبر تعطيل مجلس الوزراء، بسبب الالتزام بالمطالبة بتنحي البيطار. نقول هذا وفي اعتقادنا أنه يمكن للثنائي أن يبحث عن سبيل آخر لتحقيق مطلبه، لأن فكّ أسر مجلس الوزراء أكثر من ضرورة، في كل وقت، ومن باب أولى في هذا الزمن اللبناني المأزوم إلى أبعد حدود الأزمات…

وأما الرئيس نجيب ميقاتي فأضعف الإيمان أن يُبادر إلى حراكٍ ما، خصوصاً وأن مرور الوقت من شأنه أن يأكل الحكومة فتصبح، في الغياب عن الحضور، أقل قدرةً على الحراك حتى من حكومة تصريف الأعمال… علماً أن نشاط الوزراء سيبقى من دون فاعلية عندما لا يقترن بالمقررات الرسمية التي هي من صلاحيات مجلس الوزراء.

ولا ندري لماذا لم يتخذ رئيس مجلس الوزراء، حتى الآن، المبادرة نحو دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد في وقتٍ تتراكم الملفات والقضايا العالقة، وما أكثرها، وهي متوارَثَة من حكومة الرئيس حسان دياب. مع العلم أن اجتماع الحكومة بات مطلباً إقليمياً ودولياً، وليس داخلياً فحسب.

وأما بالنسبة إلى الرئيس ميشال عون الذي لم يبقَ أمام عهده سوى أقل من سنة، فإن الانتظار يزيد من النكسات التي أصابت من هذا العهد مقتلاً فأفرغته من الكثير من مضمونه… وبالتالي سيجد نفسه يتلو النصائح والمواعظ من دون أي مفعول في غياب مجلس الوزراء، وهو السلطة الإجرائية، ما يجرّد الحكومة من أي «نكهة أو مزيّة» ويحولها إلى مجرّد شاهد زور…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *