أبشروا بطول شغور

Views: 288

خليل الخوري 

من العبث الكلام على الجلسة النيابية الرئاسية، التي لا يمكن أن نتوقع منها أي تطور جديد، حتى ولو لم يكن ذا شأن. وبالتالي سيستمر تعداد الأصوات التي ستصب في مصلحة رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال رينيه معوض، وتلك الأوراق البيضاء التي ستُرمى في الصندوقة، وما يتخلل هذه وتلك من أوراق مهدورة تحمل اسماً أو اثنين، وورقة ملغاة… إلى آخر هذه المعزوفة النشاز التي كُتب على اللبنانيين أن يستمعوا إليها ويشاهدوا الأوركسترا التي تعزفها وأيضاً المايسترو الذي يوجهّ العازفين في هذا الجانب أو ذاك.

الواضح، حتى الآن، وربما حتى إشعار آخر ليس قريباً على كل حال، أن سماحة السيد حسن نصرالله ومعه قطب الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري لن يتخليا عن ترشيح الوزير سليمان طوني فرنجية، والمحاولات كلها التي أُجريت معهما تكشّفت عن رفض مطلق لفكرة البديل. وفي المعلومات الأكيدة أن أمين عام حزب الله غير متحرِج ولا هو يتأثر بعامل الوقت الضاغط، وهو لا يزال مقتنعاً بالقدرة على إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وبعض الذي يزعم أنه على صلة بحارة حريك يقول إن لديها تصوراً واضحاً لجذب باسيل إلى الجناح المؤيد لفرنجية ولو بعد وقت ليس بالقريب ولكنه ليس بالبعيد جداً. ويضيف قائلاً: حتى إذا اقتنع باسيل يصبح جنبلاط «شبه مضمون». وهنا الهمّة هي همّة الرئيس نبيه بري الذي يجزم كثيرون بأن زعيم المختارة لن يخذله.

ماذا سيقدم السيد نصرالله إلى رئيس تكتل لبنان القوي من إغراءات؟ الجواب ليس نهائياً بعد، ولكن النهائي والثابت أن السيد حسن يرفص أن يفاتحه أحد، مجرّد مفاتحة، بالبحث عن بديل لفرنجية…

والسؤال الثاني المهم: فرضاً أن إقناع باسيل بفرنجية حصل، وأن وليد بيك مشى به، فهل سيملك هذا الفريق أكثرية الثلثين؟ والجواب هو: لا. فهل يعني أننا سنبقى ندور في دوامة الشغور الرئاسي. هذا أكيد بحسب معلومات أحد المقرّبين من معراب، الذي يجزم أن الدكتور سمير جعجع سيعطّل النصاب بدوره. والملاحظ، في هذا السياق أن موقف الحكيم تبدل 180 درجة مرتين: في المرة الأولى قال إنه سيعطل النصاب إذا وجد أن رئيساً من فريق 8 آذار سيصل إلى قصر بعبدا. لكنه تراجع عن هذا القول. وفي المرة الثانية تراجع أيضاً عن التراجع إذ قال قبل أيام إنه سيعطل النصاب كي لا يصل فرنجية أو أي شخصية من فريق الممانعة… علماً أنه استدرك قائلاً إن تعطيل النصاب سيكون فقط لأربع أو خمس جلسات.

فأبشروا بطول شغور أيها اللبنانيون.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *