أوشو وقصّة “جِحا وحريق المدرسة”
سليمان بختي
(إلى قيصر عفيف)
هذه القصة وردت في “كتاب الأسرار” الجزء الرابع- للحكيم الهندي راجينيش المعروف باسم أوشو.
ولد في الهند عام ١٩٣١ وفيها درس الفلسفة ودرّسها.
تفرّغ لاعطاء التعاليم الروحية حتى ضيّقت الحكومة عليه فغادر الى الولايات المتحدة حيث انشأ في ولاية اوريغون جامعة تثعنى بالامور الروحية ، وهناك لاحقته المشاكل مع الادارة الأميركية التي اتهمته بالقتل العمد وبمخالفة قوانين الهجرة.
عاد الى الهند وقبل وفاته عام ١٩٩٠ طلب من تلاميذه ان يبدلوا اسمه بـ أوشو بدل راجنيش.
لم يكتب كتابا بالطريقة التقليدية بل كان يحاضر على مريديه شارحا الكتب الكلاسيكية في الروحانيات والتصوف في مختلف الحضارات. وكان مريدوه يعمدون الى نشر هذه المحاضرات والاسئلة المطروحة بعدها في كتب وينشرونها. وسرعان ما كانت تترجم الى كل اللغات الحية المعروفة.
في كتابه “كتاب الاسرار” تناول الطرق التي اعتمدتها مدرسة تنتارا كتمارين روحية.
في الجزء الرابع من كتابه يشرح الفرق بين المشكلة والسرّ. ويقول ان المشكلة لها حل والحل يكون عن طريق العلوم. اما السر فلا حل له وعلى الكائن البشري ان يعيشه. المشكلة ان الاديان تحاول ان تعطي الحلول بدل العلوم لكنها تعجز ويقع الانسان في ازماته الوجودية الكبرى لان العقل يظل عاجزا عن الحلول ولهذا يحاول ويحاول ولا يصل الى مكان ولا يلمس كيان البشر. من هنا كان من الضروري ان يبحث الساعي عن طريق آخر.
كان اوشو يلجأ الى القصة او النكتة وهو يشرح المبادىء الروحية.
من القصص التي رواها في الجزء الرابع من “كتاب الاسرار” قصة الملا نصير الدين المعروف عندنا بجحا.
جحا وحريق المدرسة
احتاجت المدرسة لحارس يمنع عنها أذى التلاميذ والناس ويرد عنها الاضرار التي تسببها العواصف والرياح، ورأت في جحا حارسا مؤهلا. تعاقدت معه بعد ان وعد الادارة بالسهر على حماية المدرسة.
بعد فترة قصيرة اندلع حريق كبير في وسط المدرسة وبدأ يهدد بناء المدرسة حيث مكاتب الادارة وصفوف التلاميذ.
تعالت نداءات الاستغاثة وراح المدير يبحث عن جحا فوجده خارج الاسوار.
اقترب منه صارخا في وجهه: “ماذا تفعل هنا؟ لماذا لا تقوم بما يطفئ الحريق وينقذ المدرسة؟”
رفع جحا نظره صوب المدير وقال:
هذا ما افعله يا حضرة المدير. فما ان بدأ الحريق حتى جئتُ وبدأتُ الصلاة كي يرسل الله المطر غزيرا لتنطفئ النيران.
