مذود العالم

Views: 2

د. جان توما

أسدلوا علينا ليلاهم أيّها المولود في مذود، فعسى أن نعبرَ بميلادك إلى ليلك المتوّج بالنور.

أطاحوا بالقيم والبدايات أيّها المولود في مغارة، فعسى أن تستقيم مسالكُنا بتوازن العدل وشمس المعرفة.

لقد كبر جرح الأرض والناس عطاش، جياع، مرضى، وفاتنا أن نلقاك في روحيّة ميلادك، كلّ يوم، في عفوية بسطاءَ الأرض وجوع فقراءَ العراء وبردهم، فعسى أن تهدمَ بمحبتك جدرانَ أنانياتنا وأطماعنا.

أهّلنا أيّها الطفل الآتي، لما حلّ ملء الزمان، أن ندخل بميلادك العجائبيّ عالمَ الخلاص والانعتاق خارجين إليه، ببهاء نورِ ميلادك، من عالم الألم والوباء، ومن ربقة الأثم والداء.

 

ما لنا كلّما جاء ميلادُك نغلقُ المغاورَ على أنفسنا فرحين بالعتمة؟ لمَ لا نبقي المغارة على طبيعتها في مواجهة النسائم ولطيفات ندى الصباح؟ كأنّ ميلادك فضح لنوايانا، بل هو كذلك، مواجهة الإدّعاء في بساطة ميلادك، مواجهة كبريائنا في اتضاع مجيئك، ومقارعة زعامتنا في اندفاع خدمتك المجانيّة للمُتْعَبين ومنكسري القلوب ومخلّعي الأطراف.

تكسّرت أجنحتُنا يا المولود في كلّ لحظة لتجدّد الكون. من لا يحرّكه ، في كلّ هنيهة، مسرى هبوب ريح ميلادك، فلن يقع على ميناء آمن، ولن يطلع من الموج المضطرب إلى الرصيف المستقرّ. (https://riverwestdentalid.com)

عسى أن تولد فينا أيّها الآتي، وأنت المولود في كلّ زمان ومكان، علّ الآدمي يفهم، أنّه وإن كان مجبولا من أديم الأرض وطينه، إلّا أنَه يحمل في دواخله نورًا سماويًا في إناء من فخّار. اكسرْ أيّها  الفخّاري الهشّ ذاك العمر الذي فيك وصِرْ، في الميلاد، من أبناء السماء لتحيا.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *