أغنيتان لأم كلثوم ونور الهدى تصدحان في ليالي العيد

Views: 238

سليمان بختي

عام  1937 كانت أم كلثوم (1898-1975) في طريقها إلى دار الإذاعة المصرية في شارع الشريفين في القاهرة لتسجل واحدة من أغانيها. سمعت بائعا متجولا ينادي على بضاعته “يا ليلة العيد انستينا”.

ذهلت أم كلثوم أمام التعبير الجميل الطازج. وسألت نفسها : لماذا لم يكتب لي أحد جملة بهذه البساطة والجمال لأغنيها؟

بقيت الجملة ترن في خاطرها حتى وصلت إلى ستوديو الإذاعة والتقت مصادفة بالشاعر بيرم التونسي (1893- 1961) هناك وبادرته:”بص يا بيرم عاوزاك تقب وتغطس وتكتب لي أغنية تبدأ بالجملة دي “يا ليلة العيد انستينا”.

وبالفعل وفي اللحظة عينها شرع بيرم بكتابة الأغنية.

كتب جملة أو جملتين وناوبته الأوجاع ولم يستطع إكمالها.

لم تنتظر أم كلثوم أن يتعافى بيرم ويكملها.

اتصلت بالحال بالشاعر أحمد رامي (1892-1981) وروت له قصة الأغنية وطلبت إليه أن يكمل ما بدأه بيرم. أنجز رامي الأغنية.

أعطتها أم كلثوم لزكريا أحمد كي  يلحنها وطلبت منه الإسراع لأن العيد على الأبواب.

لحنها زكريا أحمد وغنتها أم كلثوم على الهواء مباشرة من دار الإذاعة المصرية ليلة عيد الأضحى المبارك عام 1937 .

لكن الأغنية كما لحنها زكريا أحمد توقفت في مكانها حتى جاء  العام 1939 وطلبت أم كلثوم من الموسيقار رياض السنياطي (1906-1981) إعادة تلحين الأغنية وغنتها في وقفة عيد الفطر بشكلها الحالي.

كماغنتها في العام عينه في فيلم “دنانير” في مشهد مديح لهارون الرشيد وجعفر البرمكي وتم تغيير الجملة من نيل إلى دجلة: “يا دجلة فيك عنبر/ وزرعك في الغيطان نور/ يعيش هارون يعيش جعفر/ ونحيي لكم ليالي العيد”.

ولكن في العام 1944 كانت أغنية “يا ليلة العيد انستينا” وجه السعد على ام كلثوم اذ بسببها منحها الملك فاروق وسام الكمال من الدرجة الثالثة ولقب سيدة العصمة.

في ذلك الوقت كانت أم كلثوم تحيي حفلة في ستاد النادي الأهلي وفجأة سمعت هرج ومرج مرده الى حضور الملك فاروق المفاجئ الى قاعة الاحتفال.

رحبت أم كلثوم على طريقتها بالملك وحضوره بلا مراسيم أو بروتوكول وإرتجلت وغيرت كلمات في المقطع :”يعيش فاروق ويتهنى/ ونحييله ليالي العيد”.

كما غنت له في الكوبليه الأخير من أغنية “حبيبي يسعد أوقاته”: “حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد/ حبيبي زي القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد/ والليلة عيد ع الدنيا سعيد / عز وتمجيد لك يا مليكي”.

ابتهج الملك فاروق وقرر منح أم كلثوم الوسام واللقب والذي لا يمنح إلا لأميرات الأسرة الحاكمة. وعلى الإثر سجلت أم كلثوم في الإذاعة بصوتها كلمة شكر للملك قالت فيها:”تعطف جلالته حفظه الله بالأنعام السامي واني لا أجد من الكلمات ما اعبر عنه من شعور سامي وادعو الله أن يمد في عمر الفاروق ويحفظه للبلاد ذخرا”.

ماذا تقول الأغنية:” يا ليلة العيد انستينا/ وجددتي الأمل فينا/ هلالك هل لعينينا/ على قدومك يا ليلة العيد/ جمعت الإنس ع الخلان/ ودار الكاس على الندمان/ وغنى الطير على الأغصان/ يحي  الفجر ليلة العيد/ حبيبي مركبو تجري/ وروحي في النسيم تسري/ قولوا له يا جميل بدري/ حرام النوم في ليلة العيد / يا نور العين يا غالي/ يا شاغل مهجتي وبالي/ تعالى إعطف على حالي/ وهني القلب بليلة العيد/ يا نيلنا ميتك سكر/ وزرعك في الغيطان نور/ تعيش يا نيل وتتهنى/ ونحيي لك ليالي العيد”.

 

أما الأغنية الثانية فهي “هل هلال العيد” للمطربة نور الهدى ( 1924-1998 ) ومن كلمات بيرم التونسي ولحن فريد الأطرش (1910-1974) وغنتها نور الهدى في فيلم “عايزة أتجوز”1952.كما غناها فريد الأطرش بصوته على العود.

شهدت الأغنية ذيوعا وانتشارا في الإذاعات العربية وخصوصا ليلة إعلان العيد.

وتقول كلماتها:” هل هلال العيد/ عالإسلام سعيد/ هل هلاله علينا مبارك/ شاكر فضل الله تبارك/ متعنا يا هلال بانوارك/ واطلع فوق وزيد/ وطوف يا هلال علينا ودور/ واسلا العين جمال نور/ واملى القلب هنا وسرور / باكثر ما تريد/ هل عالإسلام/ تحمل الف سلام/ ومن العام للعام/ تجي بنصر جديد”.

أغنيتان تصدحان في ليالي العيد وفي إذاعة القاهرة والإذاعات العربية.

أغنيتان للعيد الذي يحمل ألأمل والخير للناس رغم كل الظروف المعاندة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *