من الوباء إلى الشفاء؟!

Views: 561

البروفسور فادي أبو مراد

انخفاض الاصابات بفيروس الوباء وازدياد نسبة التمنيع هما أمران مهمّان، لكن غير كافيين للعودة الى ما كنّا نسلكه قبل الوباء… ففي دراسة واسعة شملت ٥٠ بلدًا تشكّل معا ٧٥ بالمئة من سكّان الارض ، تبيّن انّ العودة إلى سلوكيات ما قبل الوباء لن تكون شاملة ومطابقة حتى بعد القضاء على الوباء

ارتفع مؤشر العودة الى سلوكيات ما قبل الوباء تدريجيًا من كانون الثاني ٢٠٢١ ليصل الى ٧٩ بالمئة في النصف الاول من تشرين الاول المنصرم، ولكن تبقى الدانمارك في طليعة البلدان التي يقارب مؤشرها الى ما كانت عليه قبل الوباء بفارق ٥/١٠٠.

في الدراسة اشارة بأنّ الطيران ودور السينما واماكن الرياضة لن تعود كلّياً الى ما كانت عليه قبل الوباء… إضافة إلى العمل من المنزل الذي سيبقى حتى بعد انحسار الاصابات … ومؤشره يدلّ بأنّه والسينما سوف يصلان فقط الى ٨٠ بالمئة عمّا كانوا عليه قبل الوباء

لا نعرف متى سينحسر الوباء ، إلاّ أنّ دراسات من هارڤرد كانت قد رجّحت نهايته في العام ٢٠٢٤ .

هذا الوباء سوف يذهب تاركًا في المجتمع آثار الحزن على مَن قضى عليهم وتوفوا. كذلك الحال مع الآثار النفسيّة والعقليّة على مَن أصابهم الوباء، إضافة الى الآثار النفسيّة والضربات المتلاحقة للتنكيل باللبنانيين دون تسخيف المفاعيل الطويلة الأمد للقاح أريد منه تنشيط الجهاز المناعيّ ليصمد أمام إصابات الوباء (مخاطر نظرية غير مؤكّدة لكن ينبغي رصدها)

قُبلتنا تحسين أنواع اللقاحات وتقنياتها، بحيث يظهر اللقاح المبني على IgA يؤخذ بالبخّ آنفًا، فيمنع التقاط الڤيروس، ويكون فعلا قد منّع الانسان، وحسّن صحّته، فهذا غالبًا  هو دور أيّ لقاح في تحسين صحّة البشر، وليس فقط تخفيض نسبة الاستشفاء والوفيات

إنّ أهداف لقاح اليوم تصبّ في الصحّة العامة للمجتمع، بينما التطلّع هو في الوصول الى لقاح يحسّن صحّة الفرد

أملنا كبير في وصول الدواء إلى لبنان، فيستفيد منه المصابون في أولى أيام إصابتهم… لكن مهما جرى سوف يترك الوباء ذيولاً في الكثير من المهن … تماما كذيول التنكيل باللبنانيين… وهو إشارة إلى أنّ التنكيل يصيب الإنسانيّة جمعاء، اذ لا هناء لها وفي الارض انسان واحد قيد التنكيل مهدور الحقوق … سوف نحمل كل هذا ونحن على مطلّ العام ٢٠٢٢.

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *