أَقدار   

Views: 543

  مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

 

(حَولَ رِوايَتِي «أَقدارُ»)

 

هِيَ مِ الجَنَى، في عُمرِيَ، الـ «أَقدارُ»،    فِيها، إِلى أَشواكِها، الأَزهارُ

حَبَكَ اليَراعُ نَسِيجَها مِن أَدمُعِي،         وشَدَت بِشَجْوِ حُدائِها الأَوتارُ

فِيها الصَّداقَةُ، أَثمَرَت أَكمامُها،          وافَتَرَّ، في أَغصانِها، آذارُ

وشَذا الحَنِينِ بذِكرَياتٍ غَضَّةٍ،           وبِها المَرارَةُ… فَالدُّنَى أَطوارُ

وهُناكَ كِبْرُ الحُبِّ بَينَ جَوانِحٍ،           ما شابَها عِندَ البَلاءِ صَغارُ

هِيَ صُورَةُ الزَّمَنِ الَّذي، في سَيرِهِ،       حَبِطَت مُنًى، وتَناثَرَت أَوطارُ

وقَضَت بِدَفْقِ غِمارِها مُهَجٌ، وَكَم         أَفَلَت، على مُرِّ الفِراقِ، دِيارُ

أَخدارُ حُبٍّ جَفَّ في جَنَباتِها            نُسْغُ الهَوَى فَتَمَزَّقَت أَخدارُ

وأَنا، على مَدِّ الرِّقاعِ، وبَينَ مَن          مَلَأُوا البَياضَ، خَمِيلَةٌ ومَزارُ

تِلكَ الرُّسُومُ زَهَت حَياةً، إِنَّما              نَضْرُ الوُجُوهِ مَصِيرُهُ الإِدبارُ

لكِنَّهُم، في غيِّهِم وصَلاحِهِم،                 مِنَّا، ونَحنُ إِهابُهُم وقَرارُ

فيهِم سَرَت رُوحِي، وفي قَسَماتِهِم،       تَوْقُ الفُؤَادِ، ودارُهُم لِي دارُ

آهاتُهُم مِنِّي دَفِيءُ لُهاثِها،             وبِبَوحِهِم مِن أَضلُعِي أَسرارُ

وحَنِينُهُم مِمَّا سَرَى في أَنفُسٍ            ذَبُلَت، وقَضَّت شَوقَها الأَدهارُ

كَم كانَ في غَدَواتِهِم سِحْرٌ، وَكَم         بَسَمَ النَّهارُ؛ فَأَينَ أَينَ نَهارُ؟!

هِيَ خَمرَةُ الصَّبَواتِ في أَسحارِهِم      نَضَبَت، فَما بَعدَ الغُرُوبِ جِرارُ

«أَقدارُ»… هَل وَصَلَت إِلى مِينائِها      أَرواحُهُم إِذ طالَتِ الأَسفارُ؟!

حَسبِي يَمُوجُ على أَدِيمِكِ بَعدَ أَن            خَمَدَ الضِّياءُ نُثارُهُ الجُلْنارُ

فَإِذا قَرَأتَ سُطُورَها، يا صاحِبِي،          فَاعلَم بِأَنَّ مِدادَها الأَعمارُ

حالٌ لَبِسناها، قَلِيلٌ شَهْدُها،               وجِمامُها عاثَت بِهِ الأَخطارُ

هِيَ ذلِكَ النَّهرُ الَّذي هَدَرَت بِهِ        هُوْجُ السُّيُولِ، وزَمجَرَ الإِعصارُ

إِنْ راقَ، في جَرَيانِهِ، ما نَشتَهِي،          فَلَكَم تَلَت أَهواءَنا الأَكدارُ

طَوِّفْ بِأَحرُفِها، رَفِيقًا، إِنَّها                مِن دَرْبِ عَهْدٍ غابِرٍ آثارُ

آثارُ مَن دَرَجُوا، وفي أَبصارِهِم        صُوَرُ الحَياةِ، فَأَينَها الأَبصارُ؟!

واقْرَأْ… هِيَ الأَقدارُ في خَطَواتِنا،        وَارْجُ الحُنُوَّ إِذا صَفَتْ أَقدارُ!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *