سقوط الشعارات الكاذبة

Views: 95

خليل الخوري 

أصبحت المعادلة واضحة: كلّما ضاقت المسافة الزمنية مع موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي، اتسعت المساحة بين الشعارات والهرولة نحو التحالفات الانتخابية… حتى ليصح القول في أصحاب الشعارات: إن كلام الليل يمحوه النهار.

كما يصح القول أيضاً وأيضاً إن الذين كانوا يستظلون تلك «البروباغندا» باتوا لا يعرفون كيف يلحسون تواقيعهم على الشعارات الفارغة، التي يثبت، يوماً وراء يوم، أنها لم تكن سوى مزاعم وادّعاءات لا تستند إلى الحقيقة بأي حال من الأحوال.

ومن باب الإنصاف فإن هذا الواقع لا يُقتصر على فريق أو طرف أو جهة من دون الجهة والفريق والطرف الآخر… وباستثناء قلّةٍ في  فريق صغير من  قوى المجتمع المدني الذين يسمّون أنفسهم ثوّاراً، فإن القوم جميعاً يبحثون عن المقترعين بأي وسيلة، حتى ولو كانت التحالفات الانتخابية مجرّد «رفقة  يوم أحد انتخابي»!

علماً أن أكثر الذين يلهثون وراء الوصول إلى الحواصل الانتخابية، بأي وسيلة وسبيل، هم أولئك المتحدّرون من البيوتات السياسية والإقطاعية، المستعدّون لجميع أنواع البيع والشراء، على قاعدة « الهدف يبرّر الوسيلة « أيّاً كانت هذه الوسيلة، ولو على حساب الأخلاق والكرامات، بما فيها كرامات أصحاب العلاقة أنفسهم!

ولقد بلغ الأمر بهؤلاء الذين يدوسون على الشعارات التي كانوا يرفعونها، وبعضهم لا يزال يرفعها بوقاحة لا حدود لها (…)، بلغ الأمر بهم حدّ الصراعات الداخلية المؤذية والمخزية، لأنهم يقفزون فوق الأكثر التزاماً حقيقياً في فريق كل منهم، من أجل الوصول… ولا نكشف سراً إذا قلنا إن هذه الظاهرة المقرفة تظهر، بفجاجة ممجوجة، لدى الأحزاب المسيحية الكبرى.

ولا بد من الإقرار بأن هذه الظاهرة ليست جديدة في « تقاليد» الانتخابات اللبنانية، ولكنها لم تكن بهذا الفجور، لأنهم لم يكونوا قديماً قد ربطوا أنفسهم بالشعارات الكاذبة، ولم يكونوا يلبسون مسوح الأولياء والقديسين، كما يفعل (زوراً وبهتاناً) جماعة الردة والرداءة من هذا الجيل السياسي الهجين.

(www.sapns2.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *