البند الأكثر أهمية

Views: 215

خليل الخوري 

لا نريد أن ندخل طرفاً في ما يدور اليوم من العودة إلى قانون الانتخاب، وبالذات إلى البند المتعلق بالدائرة السادسة عشرة التي أُقِرت معدّلة في قانون الانتخابات إذ جُمِّدت وأُفسح في المجال أمام من تسجّل من المنتشرين للمشاركة على أساس الدائرة التي ينتمي إليها في لبنان.

إذاً، لا ندخل في الجدال الدائر، اليوم، حول هذه النقطة، التي يُقال إن ثمة محاولات جدّية لتعديل التعديل بالعودة إلى الدائرة السادسة عشرة، وإن كنا لا نتوقع أن يحدث تعديلٌ جديد على التعديل… ولكننا نأسف كثيراً كون القانون المعدّل أسقط بطاقة «الماغاسنتر»، أي البطاقة التي تخوّل حاملها أن ينتخب للمرشحين في الدائرة المسجَّل اسمه في سجلات النفوس العائدة  لها من حيثما يتواجد في لبنان، من دون أن يكون مضطراً للعودة إلى قلم الانتخاب  في مسقط رأسه.

وأودّ أن أغتنم هذه المناسبة لأعلن، بالفم المليان، أن هذه الفعلة هي الثغرة الانتخابية الأكبر في لبنان، وهي الشائبة الأكثر شناعة وتأثيراً في السلبيات التي تعتري العملية الانتخابية في هذا البلد.

وقد يجهل البعض أن بطاقة «الماغاسنتر» هي التي تحرر إرادة الناخب من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، والتي تجعله (إلى حد كبير) واقعاً تحت مؤثٍّر كبير، بل ذي فاعلية ملحوظة في عدم القدرة على ممارسة حقه الانتخابي بملء الإرادة وكامل الحرية…

وحتى هذه اللحظة، وبالرغم من مرور هذه الأسابيع على تعديل قانون الانتخاب، فإنه لا يمكن هضم هذه الخطوة الرجعية إلى القاع…

والملاحظ أن حتى أكثر عُتاة المدافعين عن التعديل  لم يجدوا أي ذريعة في أيديهم دفاعاً عن وقف مفعول بطاقة «الماغاسنتر»… فقط قال هؤلاء إن الوقت لا يتسع لطباعة البطاقة… وهو عذر أقبح من ذنب. وإلغاء «الماغاسنتر» هو هروب إلى الأمام، وتأكيد على الإمساك برقاب الناس ترهيباً وتهويلاً… وهذه فِعلة شنيعة لن يغفرها لهم التاريخ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *