من أفظع حكايات أوائل الثمانينات: عمليات اغتيال بشعة لأربع شخصيات عالمية

Views: 29

المحامي معوض رياض الحجل

لم ولن يكتفي المُجرمون والأرهابيون حول العالم، ومنذ فجر التاريخ وليومنا هذا، بإبتكار أساليب مُختلفة ومُبتكرة لتنفيذ عملية أغتيال، بعضها بإستخدام المُتفجرات والبعض الآخر بالسُم والبعض بالرصاص…

ما يهمنا الأضاءة عليه من كل هذه الاساليب الوحشية المُعتمدة لتصفية الارواح البريئة هي القتل بالرصاص أي المسدس أو الرشاش التي أعُتمدت بالتحديد لاغتيال أو محاولة أغتيال أربع شخصيات عالمية وذلك في وقت قياسي أي اقل من سنة:

8 كانون الاول 1980 : أغتيال الفنان جون لينون، العضو السابق في فرقة البيتلز العالمية.

30 آذار 1981 : محاولة أغتيال رونالد ريغان، رئيس جمهورية الولايات المتحدة الاميركية.

13 أيار 1981 : محاولة أغتيال الحبر الاعظم، البابا يوحنا بولس الثاني.

6 تشرين الاول 1981 : أغتيال محمد أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية.

 

 

1- أغتيال الفنان الاسطورة جون لينون

في مساء الأثنين 8 كانون الأول 1980، أطلِق الرصاص على الموسيقي الاسطوري جون لينون، عضو فرقة البيتلز سابقًا، وأصيب على أثرها برصاصات قاتلة في ممر داكوتا، مقر إقامتهِ في مدينة نيويورك الاميركية. القاتل شاب أميركي يُدعى “مارك ديفيد تشابمان. “قال تشابمان وبكل بساطة أنهُ كان مستاء جداً من أسلوب حياة جون لينون وتصريحاتهِ على وسائل الأعلام، خاصة تعليقاتهِ التي حظيت بتغطية إعلامية عالمية كبيرة حول كون “فرقة البيتلز” أكثر شعبية من سيدنا يسوع المسيح. أعترف تشابمان أيضاً اثناء التحقيق معهُ أن شخصية “هولدن كولفيلد” الخيالية من رواية “الحارس في حقل الشوفان” للكاتب جيروم ديفيد سالينجر قد ألهمتهُ لتنفيذ عملية الاغتيال.

خطط مارك تشابمان لعملية أغتيال جون لينون لعدة أشهر وأنتظر أمام منزل لينون في داكوتا صباح يوم الاثنين 8 كانون الأول 1980 اللحظة المناسبة لتنفيذ مخططهِ الاجرامي. خلال مساء ذاك اليوم الشيطاني التقى تشابمان مثل غيرهِ من المُعجبين الكثر بالاسطورة لينون، الذي وقعَ من دون ترددعلى نسختهِ من ألبومه الموسيقي “خيال مضاعف”. غادر لينون بعدها المكان برفقة زوجته ذات الأصول اليابانيةِ، يوكو أونو، لحضور جلسة تسجيل موسيقية في أستيديو”ريكورد بلانت”. في وقت لاحق من تلك الليلة المشؤومة، عاد لينون وأونو إلى منزلهم في داكوتا. أثناء توجههم نحو مدخل المبنى، أطلق مارك تشابمان خمس رصاصات مجوفة من مسدس دوار عيار 0.38، أربعة منها أصابت الاسطورة لينون في ظهرهِ أصابة قاتلة. لم يترك تشابمان مكان الحادث، خوفاً من المُلاحقة أو العقاب، بل ظل جالساً يُتابع بكل برودة قرأة كتاب “الحارس في حقل الشوفان” حتى ألقي القبض عليه من قبل الشرطة. (https://jeepadvices.com/) نُقل جون لينون بحالة حرجة إلى مستشفى روزفلت في سيارة شرطة وأعلنوا وفاتهِ فور وصولهِ مُتأثراً بجروحهِ.

 

2- محاولة اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان

شهدت الولايات المتحدة الأميركية منذ أستقلالها في العام 1776 عمليات أغتيال أو محاولات أغتيال للعديد من رؤساء الجمهورية وأحدثها في القرن العشرين وأفظعها محاولة أغتيال الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان التي وقعت في يوم الأثنين 30 آذار 1981خلال خروج الرئيس من فندق شهير بالعاصمة الأميركية واشنطن.

جرت محاولة الأغتيال أثناء خروج الرئيس ريغان من فندق الهيلتون، مُحاطاً بفريقه الامني، مُتوجهاً إلى سيارة الليموزين الرئاسية المصفحة، وخلال ذلك تسلل المدعو “جون هينكلي جونيور” بين الحشود الغفيرة وقام بإطلاق 6 رصاصات من مسدس حربي من فئة روم آر جي-14 بإتجاه الرئيس ريغان. الرصاصة الأولى أصابت السكرتير الصحافي للبيت الأبيض”جيمس برادي” برأسهِ ادت الى معاناته من شلل نصفي وصعوبة في النطق، الرصاصة الثانية أصابت ضابط الشرطة توماس دليلاهانتي برقبتهِ في حين تجاوزت الرصاصة الثالثة الرئيس ريغان لتضرب نافذة بناء مجاور لفندق الهيلتون.

 

في أثناء ذلك قام “جيري بار” من فريق الحماية بدفع الرئيسرونالد ريغان إلى سيارة الليموزين في حين أطلقَ هينكلي رصاصته الرابعة على “تيموثي ميكارثي” من عضو الحماية الرئاسي حيث حمى الرئيس بجسمهِ فأصيب برصاصة ببطنهِ، أما الرصاصة الخامسة فقد أصابت زجاج سيارة الليموزين المُضاد للرصاص في حين أرتدت الرصاصة السادسة والأخيرة من بدن الليموزين المُصفح لتخترق أسفل الذراع اليسرى للرئيس الريغان ولتستقر في رئتهِ على بعد سنتمرات عن قلبهِ. بالتالي يكون الرئيس رونالد ريغن على عكس غيره من الرؤساء قد نجا بأعجوبة كبيرة من محاولة أغتيال منظمة ومدروسة سمحت لهُ بإكمال ولايتهِ الرئاسية لحين أنتخاب الرئيس الراحل جورج هيربيرت بوش في العام 1988.

وقد حكم على هينكلي بالسجن لمدة 30 عاماً وخرج بعدها في العام 2016. وسُمح له بالعيش مع والدته التسعينية التي تقيم في حي سكني آمن في مدينة ويليامسبورغ التاريخية الصغيرة التي تبعد 240 كلم جنوب واشنطن.

 

3- محاولة أغتيال البابا يوحنا بولس الثاني

لم يكن يوم الأربعاء 13 آيار من العام 1981 يوماً عادياً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. إذ وقعت مُحاولة أغتيال ضحيتها رأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا يوحنا بولس الثاني، وذلك في ميدان القديس بطرس في الفاتيكان. أصيب البابا بعدة طلقات نارية من قبل شاب تركي، فار من وجه العدالة، يُدعى”محمد علي أغجا” أثناء دخوله الميدان. تلقى البابا أربع طلقات نارية وعانى على أثرها من نزف دم حاد. أُلقي القبض على أغجا في الحال وحكمت عليه المحكمة الإيطالية فيما بعد بالسجن مدى الحياة. وفي وقت لاحق وبالتحديد في العام 1983، زار البابا أغجا في سجنه وسامحهُ لمحاولة أغتياله. عفا عنهُ الرئيس الإيطالي كارلو أزيليو تشامبي بناءً على طلب البابا، وجرى ترحيله إلى تركيا في حزيران من العام 2000.

 

في التفاصيل أنهُ عندما مرّالموكب الرسمي للبابا يوحنا بولس الثاني لالقاء التحية والبركة الرسولية على حشد كبير جداً من المؤمنين، من كل الأعمار والجنسيات، توافدوا إلى ساحة القديس بطرس، أطلق المدعو أغجا أربع طلقات نارية بمسدس نصف آلي من طراز براونينغ هاي باور عيار 9 ملم أصابت البابا بجروح بالغة في مُختلف أنحاء جسمهِ. حاول الجاني الهرب فوراً من مكان الحادث حيث كانت الحشود المؤمنة في حالة من الدهشة والخوف والرعب وتخلصَ من أداة الجريمة أي المسدس برميهِ تحت شاحنة، لكن رئيس الأمن الفاتيكاني الراهب كاميلو سيبين والعديد من الحاضرين أمسكوه فوراً ومنعوه من إطلاق المزيد من العيارات النارية أو الهروب من مسرح الجريمة، وألقي القبض عليه. أصابت أربع رصاصات البابا يوحنا بولس الثاني؛ استقرت اثنتان في أمعائهِ بينما أصابت الرصاصتان الأخريان سبابته اليسرى وذراعهِ الأيمن وجرحتا أيضاً اثنين من المارة في المكان.

 

4- أغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات

شهدت جمهورية مصر العربية في العام 1981 أفظع وأبشع جريمة أرهابية في تاريخها الحديث. إذ بدل أن يكون يوم 6 تشرين الأول يوم النصر والعزة  للاحتفال بذكرى حرب العام 1973، تحول إلى يوم غضب وحزن وشؤوم نتيجة أغتيال رئيس الجمهورية محمد أنور السادات. سُميت الحادثة الأرهابية “بحادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى” وقد تمت خلال عرض عسكري رسمي كبير أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6  تشرين الاول1981 أحتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973. نَفذَ عملية الأغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حُكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لآحقاً في نيسان من العام1982  وعقب الأغتيال تولى “صوفي أبو طالب” مهام رئاسة الجمهورية مؤقتاً لمدة ثمانية أيام فقط وذلك من 6إلى 14  تشرين الاول 1981 حتى تم أنتخاب بعدها “محمد حسني مبارك” رئيساً لجمهورية مصر العربية والذي تنحى لاحقاً بتاريخ 11 شباط 2011 عن الحكم وكُلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *