سجلوا عندكم

“مقتل الحصان البرّي في صباح بلا ديكة”  للشاعر هادي دانيال*

Views: 47

محمّد خريّف **

عن دار الشنفرى بتونس صدر حديثا كتاب ” مقتل الحصان البري في صباح بلا ديكة” للشاعر هادي دانيال ، الكتاب من الحجم المتوسط يقع في مائة وست صفحات : تبدا المجموعة الشعرية بقصيدة قبل أن ينهض وتنتهي بقصيدة طبيعة شامتة وبين القصيدة الأولى والقصيدة السابعة عشرة قصائد من لوافتها او عناوينها : سلالة بروتس، وسوتانا عفرين وقد أرى ،و تونُس الآن وسوتانا العتمة و( إلى سعدي يوسف) فالفنيقي و” شمس الضباع” و”طيور الطين” و”ربّما”  ف”المعضلة”  و”الحياة  و”دماء الحمام” و”مرثية الحصان البري” ف”لعنة دارون” .

ولعل وقفة عند قصيدة مرثية الحصان البري تكون وجيهة فتجعلنا في إطار غرض الرثاء في الشعر العربي وعنوان المجموعة “مقتل الحصان البرّي” لكن والرثاء ذكر مناقب الإنسان لا الحيوان فان هاجس العدول بمعنى تغير الوجهة أو الخروج عن غرض الرثاء التقليدي يستبد بالقارئ ويغريه بالبحث عن طبيعة هذا المرثيّ المقتول وهو حصان برّيّ ولا سبيل لمعرفة المرثيّ دون معرفة شعر الرّثاء وما لفت البصر من علاماته  المهيمنة ومنها ضمير المخاطب يحاول إن يحدّه بالسن والظرف الغريب والتاريخ لابصر له.

   

في عامك الخامس والسّتين ترمى

هكذا  في الريح

والتاريخ أعمى

 بالمخاطب أنا يخاطب أناه متذرعا بالانت وكانّي بالأنا ضمائر بلا ضمير تتناسخ ضمائر غيب يثقل بها البوم القصائد:

في غفلة كهذه

قد أثلجت في الصيف

واصفرت الأوراق في الربيع

وانتحر الخريف في جنازة الشتاء

جمل صارت لانحويّة بفعل المتمّم الظرفيّ الذي لاينسجم مع أفعال المسند والمسند إليه” أثلجت في الصّيف” و”اصفرت الأوراق في الربيع و”انتحر الخريف في جنازة الشتاء”انقلب منطق الطبيعة وانقلبت معه مفاهيم الفصول وصوره ،وهل الشعر غفلة دراميّة تنبض عروق تحوّل بفاعل سيميائيّ يجعل من خواتم الرثاء فواتح أمل إبداعيّ مًحدث ؟ 

***

* شاعر سوري تونسي ملتزم ولد في  قرية كفرية  من ريف اللاذقية في 2 افريل  1956

من أعماله الشعرية الحديثة الأخرى  شرفة في الهواء2021- الشمس كنسر هرم2020 – عطر يتفتت من قبضة الهواء2018 

**ناقد من تونس

(www.openflightmaps.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *