“كورال الفيحاء” في برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية… حناجر مموسقة تؤمن بأصالة الموسيقى العربية

Views: 290

سليمان بختي

استضاف برنامج زكي ناصيف للموسيقى في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي إطار نشاطاته السنوية فرقة “كورال الفيحاء” بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان مع أكثر من 60 منشدا.وفي البرنامج تحية إلى الكبير زكي ناصيف (1916-2004)  وغنت بعض أعماله “ميلي يا جنات بلادي” و”طلوا حبابنا” و”نقيلك أحلى زهرة” والختام بالرائعة السمفونية “يا بني أمي”.

وكذلك أغان من أجواء الابتهالات الرمضانية وأنشودة ” أسماء الله الحسنى” وعيد الفصح وذكرى الإبادة الأرمنية و”مدلي” عن الورود في فصل الربيع. وأغنية موفقة من ألحان هاني سبليني بعنوان  “هذا العالم” لأجل تنمية مستدامة.

لا بد من التحية لفرقة “كورال الفيحاء” ولاستمرارها كظاهرة مضيئة في زمن الانهيارات والبؤس، وعلامة على أن الفن يبقى بقاء الروح والحياة والمجتمع والأمل.

 

تفاعلت الفرقة مع الجمهور بحرارة كما كان واضحا التدريب المثابر الذي يأخذ الفرقة أكثر فاكثر  نحو الدقة والإتقان. وفي كل أغنية كانت تُرسم من خلال أداء صورة مختلفة أو جديدة للأغنية نفسها.

هناك تخليق جديد للأغنية  من خلال التوزيع الجديد واستخدام الهارموني بالمقامات، والتعويض عن غياب الموسيقى بالصوت البشري على الطريقة الأكابيلا. ولكن في بعض الأغاني كانت المساحات تتسع بين أداء الجملة اللحنية والمقامات فيفقد اللحن شيئا من هويته وأصالته. إلا أن هذا المزيج المتسق المتناسق كان يعود ويمسك زمام المبادرة.

 

ثمة ثلاث ملاحظات:

1- من المهم جدا تجريب السولو في الكورال مما يظهر قوة الصوت وتميزه وقدرته على الارتجال التطريبي كما حصل في أنشودة “الله قدوس ، قديشات الوهو” وغيرها، وكانت خطوة موفقة ومدروسة.

2- إفساح المجال لقادة أوركسترا جدد وشباب لقيادة الفرقة من قلب الفرقة نفسها وهو مؤشر للاستمرار والإيمان وبمواهب جديدة مثل محمود مواس وأسامة شرف الدين (قيادة وتوزيع) وبحضور مؤسس وقائد الفرقة ورعايته.

3- بعد عشرين سنة على تأسيسها وتجربتها كأول فريق في العالم يؤدي الموسيقى العربية على طريقة الأكابيلا وإنشاء فروع لها في طرابلس وبيروت والشوف (بعقلين) والقاهرة، والجوائز التي نالتها في مسيرتها وجهوزيتها للمشاركة في مهرجانات كبرى، وتقديمها برنامجًا إذاعيًا أسبوعيًا حول الموسيقى والغناء الجماعي على إذاعة لبنان. نذكر أن الفرقة عانت العجز المالي عام 2016 وبرأيي بات لزاما على وزارة الثقافة أن ترعى هذه الفرقة وتدعمها كصورة من صور لبنان الإبداع والريادة. 

أخيرا، قدمت فرقة “كورال الفيحاء” ضوءا جميلا في ليل بيروت الناحل وحملت الينا باقة أزهار متنوعة من كورال كنسي يتقن الغناء الشرقي في حناجر مموسقة بلا آلات ولكن بإيمان كبير بأصالة الموسيقى العربية وتجلياتها الجميلة. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *