لافروف ينقّب في دهاليز التاريخ!!

Views: 198

د. إيلي جرجي الياس

يوم الثلاثاء ٣ أيّار ٢٠٢٢، وبعد صمت استمرّ ليومين كاملين، ردّت القيادة الروسيّة على كافة الانتقادات الإسرائيليّة والغربيّة التي طالت وزير خارجيتها الديبلوماسيّ والسياسيّ، الداهية والمخضرم، سيرغي لافروف، إثر تصريحاته الأحد ١ أيّار ٢٠٢٢، خلال مقابلته مع قناة “ريته 4” الإيطالية، والتي قال فيها أن مؤسّس النازيّة الفوهرر أدولف هتلر كانت لديه جذور عائليّة يهوديّة!! مع الإشارة والتركيز على أنّ النازيّين الجدد يحكمون في الوقت الراهن أوكرانيا انطلاقاً من السلطة المركزيّة في كييف، وأنّ كون الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من أصول يهوديّة صريحة، لا يمنع أن يكون النازيّون الجدد متمسكين بالقيادة في أوكرانيا.

د. إيلي الياس

 

تناولت هذا المسار المعقّد والغامض، من خلال مؤلّفاتي: أدولف هتلر وإيفا براون من برلين الى الأرجنتين حب أقوى من الحرب، ٢٠١٩، الدولة النازية في أميركا الجنوبية مفاجآت هائلة في الأشهر الأخيرة للحرب العالمية الثانية، ٢٠٢٠، ومئة عامٍ من الأسرار سيرة قائدٍ ألمانيّ، ٢٠٢١، عن دار سائر المشرق العريقة، وفي سلسلة من المقالات العلميّة في المجلّتين العلميّتين المحكمتين: الدراسات الأمنية وتحولات مشرقية، وفي سلسلة من المقالات العامّة في كبريات الصحف والمواقع الإلكترونيّة الرائدة… وإن كان لا بدّ من توضيح شامل ودقيق، فليكن الملخّص الآتي:

أدولف هتلر

 

لم ينكر مؤسّس النازيّة ومنظّرها الأوّل، الفوهرر أدولف هتلر، الأصول اليهوديّة الغامضة والقديمة في عائلته، في مؤلّفاته الخاصّة لا سيّما كفاحي، وأكّد ذلك مهندس النازيّة الكبير ومستشار هتلر ألبرت شبير في كتابه داخل الرايخ الثالث، وصديق الفوهرر الفيلسوف ألفرد روزنبرغ، ورئيس الشبيبة الهتلريّة بالدور فون شيراخ، ورئيس الجناح اليهوديّ السرّيّ في الحزب النازيّ الألمانيّ إميل موريس… غير أنّ ألبرت شبير وحارس هتلر الشخصيّ روخوس ميش، حسما أنّ هتلر كاثوليكيّ المولد من والدين كاثوليكيين… وبعد، ترجّح صلة القربى اليهوديّة في العائلة الهتلريّة إلى جدّ والدته كحدّ أدنى، ومن هنا نالت نساء العائلة احتمال إرضاع الأطفال الألمان اليهود اليتامى، وفقاً لعرف سائد… وانطلاقاً من ذلك، كانت أنجيلا روبال اليهوديّة، شقيقة الفوهرر بالرضاعة!! وقد انفعل هتلر مرّتين على ضوء ما حدث لاحقاً، وهذا ما أدّى إلى غضبه الشامل من اليهود، فترك أمر تسوية الخلاف معهم لاحقاً إلى قائد الأجهزة الأمنيّة والاستخباريّة النازيّة العامّ الرايخ فوهرر أس أس هاينرايش هملر:

الأولى، عندما خانته حبيبته وابنة أنجيلا اليهوديّة المولد جيلي مع إميل موريس، فاستبعد موريس، وتركها تنتحر سنة ١٩٣١… وظلّ مصير الجنين في أحشائها مجهولاً!! والثانية، عندما خانته ملهمته التي أعجب بها بجنون، الممثّلة الألمانيّة اليهوديّة الفاتنة رينات مولر، مع ابن المصرفيّ اليهوديّ المعروف جورج دوتش… فتكرّر المشهد: انتحار رينات مولر سنة ١٩٣٧، واحتمال لضياع جنينها في غياهب النسيان… وكانت الجميلة إيفا براون، الكاثوليكيّة المؤمنة، جاهزة، بدعم مطلق من أمين سرّ الفوهرر مارتن بورمان، لأن تصبح حبيبة الفوهرر الأبديّة، فتبعده عن هذا المسار الغامض والشاقّ…

مهندس النازيّة الكبير ومستشار هتلر ألبرت شبير

 

ولا عجب من موقع وموقف الرئيس الأوكرانيّ فلاديمير زيلينسكي، والنظام الأوكرانيّ الحاليّ، إذا كان الزعيم اليهوديّ الإسرائيليّ مناحيم بيغن، مؤسّس الحزب الفاشيّ البولونيّ – الأوكرانيّ ذات يوم، والزعيم الأوكرانيّ القوميّ الفاشيً ستيبان بانديرا ملهم النازيّين الجدد كلّ يوم…

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ، وخبير دوليّ في رصد ومتابعة المنظومة النازيّة العالميّة

هتلر وايفا براون

 

ايفا براون

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *