الجهاد الأكبر

Views: 455

خليل الخوري 

نُسِبَ الى الرئيس نبيه بري قوله ، بُعَيد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية : «الان بدأ الجهاد الأكبر» . وبالفعل مارس أبو مصطفى جهاده الأكبر بمعارضة عهد «الجنرال» منذ اليوم الأول ، وحتى الان ، في الحكومة وحيثما كان (…) .

واليوم ثمة ورشة جهاد أكبر من نوع اخر ليس مقتَصَراً على رئيسٍ واخر ، انما بين أطراف عدة .

والسؤال الذي يطرح ذاته هو : ما هي نقط الخلاف الاساسية ؟ وما هي الاطراف التي ستتلاقى أو ستتشابك ؟

لن تكون مفاجأةً لأحد أن يكون سلاح حزب الله البند الخلافي الأساس . فقد خاضت أحزاب وقوى وشخصيات السباق الانتخابي على برنامج محصور بسلاح الحزب . وهذه النقطة المركزية يعتبرها الحزب خطاً أحمر ، ويرى ان التعرّض لها بمثابة المسّ بما لا يُمس به . ويمكن أن يمر ّ هذا الموضوع ، ولو بصعوبة ، أو تأجيله ، الا أنه سوف يكون مطروحا دون أدنى شكّ في القريب العاجل ، مع الاستحقاق الدستوري الأول الداهم ، وهو تشكيل الوزارة الجديدة ، باعتبار ان الحكومة الميقاتية الحالية ستصبح مستقيلة حكما ابتداء من 22 شهر ايار الجاري ، اي مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد .

أما النقطة الخلافية الأولى فستكون على رئاسة مجلس النواب التي لا تزال معقودة اللواء للرئيس نبيه  بري . ومن الواضح انه لا بديل عن ابي مصطفى أقله  وأهمه لأن معارضيه لن يجدوا نائبا شيعياً يرشحونه لهذا الموقع المهم ، باعتبار ان ال 27 نائبا الذين يمثلون الشيعة هم  ، جميعا ، ينتمون الى الثنائي . ولكن هذا لا يمنع بروز معارضين لاعادة انتخاب بري ، وان كان ثمة توافق مسبق بين غير جهة على التنسيق بالنسبة الى هذا الاستحقاق .

وأما الاستحقاق الثالث ، الداهم ايضا ، فهو البيان الوزاري … كيف سيتعامل  مع «المعادلة «الثلاثية»( الشعب والجيش والمقاومة ) . وكيف سيتعامل مع القضايا الاخرى البارزة ، وما اكثرها ، والتي من أبرزها اموال المودعين وما يرتبط بها من شؤون و … شجون !

فعلا ، انه « الجهاد الأكبر» .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *