دوريٌّ ينقد الجمال عن بيدر الكلمة!!

Views: 165

 

 سليمان يوسف إبراهيم 

إِنها من النادرات، أن يُقبل قلمي إلى الحديث عن كتابٍ واجفًا!! نعم، فكتاب “أكتب باسم الحب نقدات دوري”  باكورة مواسم دوريٍّ كنزَ في حقول الحبّ والخير والجمال نقداته أهراءً. وأنا؟ بتُّ أخاف على كلماتي أن لا تفصّل وعلى قلمي ألّا يخيطَ أثوابًا  تفي الكاتبَ  دفءً يليقُ بسهر لياليه وتقريح الجفون فوزًا لقرّائه بأسمى القراءات نقدًا من غير انتقادٍ وتخيّرًا من غير خبط عشواءٍ في هشيم السّهول وبين غشيم الصخور….

أسعفني ربّي، أن أَفي الكتاب وصاحبه حقّهما بموضوعيّةٍ أتوخّاها كلما قارب زيتُ الحبر أَثرًا مُحاولًا الإضاءة على مضمونه الثّر.

لأنّ الدُّوريّ يتخيّر القمحَ دون الزؤآن، وجدت د.جوزاف ياغي الجميّل، لم ينتقِ لروّاد مائدته إلّا ما لذّ وطاب من صنوف الأدب بشعره ونثره عن بيادر أعلامٍ من الوطن وخارجه، وشرع يُظهر بقلمه الثقيف وفكره العارف المكنونات والغوامض، ما انطوت عليه النّصوص والقصائد من جمالاتٍ ودرّ معانٍ، بأسلوبٍ بليغ المقصد فصيح المرمى، بعيدًا عن أيّ تكلّفٍ، داني القطوف لكلّ متعمِّقٍ، بمثل ما هو قريب المنال من كلّ متدرِّج على دروب اكتشاف مواطن الجمال الكامن في نخاريب أثوال المنقود.

وجدتُ الدُّوري الكاتب باسم الحُب، خَلَل نصوصه، من عنوان كتاب أم قصيدةٍ أم نصٍّ، يقدّم لقارئه ما تدفأَ له روحه وما تصبو إليه نفسه وما يستقيم له فكره؛ ليّقبل على الأثر المنقود بمجمله بشهيّةٍ مفتوحة وبنفسيّة العاشق المَشوق إلى التّمعُن بالجمالات وتذوّق الحلاوات. وبرأيي، هو هذا بعض دور النّاقد الذي يوقد مصابيح المعرفة في عيون قرّائه للتّعرف إلى مواطن جمالٍ عرفها هو من قبل. فإن وصل النّاقد أو القارئ كتابًا لا يستأهل شرف كلمته عنه، فليخلِّه جانبًا: يكون قد حكمَ عليه، بدلًا من أن يحكمَ له؛ بعيدًا عن تقريعٍ وتوبيخٍ وكيل إهاناتٍ لا تخدم أسياد المعارف ولا طالبيها بشيءٍ من المُفيد النّافع.

وكما ردّد صاحب الكتاب: “من الكتب والنّصوص ما يُقرأ من عناوينها” قرأ لنا د.جوزاف ياغي الجميّل، جملةً لا بأس بها وكتب باسم الحُبّ عنها، فأتت قراءآته عباءآت موشاةٍ مقصّبة بحبر قلمه النّير الذي يضئ المعاني ويكشف عمّا غمُض من مقاصد القول.

أهدى باكورته المطبوعة في الوطن؛ حُبًا لزوجته سيّدة القلب على العُمر. ووفاءً لوالديه اللّذين أوقدا النُور في عيونهما سُرجََ سهرٍ على صوالح مُستقبله، فأتى بارًّا بأتعابهما ضنينًا على عيش ما تربّى عليه من قيمٍ، أزهرت وأينعت ثمرًا في شخصيته،حضورًا، كلمةً ومواقفَ، فلا غرابة.

 

كما وأفردَ كلمة شكرٍ لقرّائه وكلّ الذين قدّموا لقلمه ما دفع بسيل حبره على دروب الكلمة. خاتمًا آيات عرفانه؛ بشكر الشّاعرة ميراي عبدالله شحاده، سيّدة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثّقافي” الذي طبع ونشر “أكتب باسم الحُبّ- نقدات دوريّ” على نفقته الخاصّة بمبادرةٍ تنمٌّ عن مدى  وأهميّة حضور هذا المنتدى إلى جانب المّثقّفين في الوطن، يسهر على نشر نتاجاتهم. فهل أرقى تحضّرًا من جهةٍ تنبري تطوّعًا بكرم خُلُق وسخاء روحٍ؛ تتوقّد لحفظ إرث مُثقّفي الوطن وقادري الإبداع من بين أهله؟!

وكم أتت راقيةً، على دماثة خُلُقٍ ورقيّ تواضعٍ، كلمة النّاشرة الأستاذة الشّاعرة ميراي عبدالله شحاده حين أفصحت قائلة: “د.جوزاف ياغي الجميّل يسرّني أنَّكَ وافقتَ أن يتبنّى مُنتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثّقافي طباعة كتابكَ “أكتبُ باسم الحُب” حتّى يكون باكورة ٢٠٢٢ من منشورات المنتدى…”.

ولا يغفل عن بالي قلم الدكتور الصّديق غازي قيس، الذي توّج الكتاب بمقِّدمةٍ وفّت الدّكتور جميّل حقّه من الحضور على السَّاح الثّقافية، ومنها أجتزئ قوله: “في السّلام عليه سلامٌ على نصاعة اليد، فهو في العطاء يدٌ، وفي البلاغة شيخها الموضوعي، وهو في النّبل آية، وفي المحبّةرسول  القلوب العاشقة إلى المعشوق…” والحقيقة تّقال: لو كتبتُ أنا بصديق الدّراسة والشّباب د.جوزاف ياغي  الجميِّل، لمَا قلتُ أفضل مِمّا كتب فيه صاحب المقدّمة. 

لي لمَن يقرُب كتاب العزيز د.جوزيف وصيّة؛.: أن يقرأ “بين يدَيّ النّقد والجمال” والخاتمة ” في غياب القارئ” قبل أن يدخل صومعة المقالات الترانيم في معبد الكلمة.

من مثل هذا المَعين الطّيب د.جوزاف ياغي الجميّل زدنا ارتواءً،.فكم أتمنى أن أغرفَ كؤوسًا من مُدام الكلمة: ما دامت أقبيتُكَ بعتيقة فكركَ وإحساسِكَ العامرة بإنسانيّة ووطنيّة وعمق معرفة وسعة إطلاعٍ مكتنزة… ونحن؟ بتنا نشتاقُها جميعها في هذا الزّمن الجفول!!

                  

                                   عنّايا، في ٥-٦- ٢٠٢٢

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *