رحيل النهر

Views: 203

محمد البندر

بغداد 

لأنَّ النبعَ أتعبَهُ

رحيلُ النهر، أضناهُ

شهيقُ الماء، أربكهُ دموعُ الوردِ

إن جفّت مآقيها

 

لأنّ الحقلَ أقرب من خطى

الآتين

إن صدّقتُ رؤيا النجمِ

أغفو كي الاقيها

 

لأنّ رحيلَك الطوعيّ من قلبي

يحاصرُني

ويطلقُ في فضاءِ الروحِ أسئلةً

وأجوبةً

يكادُ الصمتُ يخفيها

 

فقدتِ الحبَّ أصدقهُ

خسرتِ حنانيَ الأبويّ،

طيبةَ قلبيَ الحاني،

وأشجاني وماضيها

 

غداً ستعودُ كلُّ طيورِنا للحقلِ

تفقدُنا زهورُ الدربِ

تسألُ عن خطانا نملةُ الطرقاتِ

تسرقُنا ثواني العمر

في قفراء باديها

 

غداً ستموتُ قُبلتنا  وتنعانا مرايانا

وتأكلنا حرائقُنا

وتشعلُنا بما فيها

 

غداً ستموتُ هذي الوردةُ الصفراءُ

عند تفتّحِ الأحزانِ في قلبي وفي عينيكِ

إن ما جئتِ تخفيها

فلن تلقين الا الهجرَ يفتحُ بابه للريحِ كي

تحكي حكايتنا ،

وليسَ لديكِ الا الدمعَ أغنيةً

تغنّيها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *