وَشمٌ صَباحِيٌّ (50)

Views: 649

د. يوسف عيد

في كلِّ صباحٍ ،

وأمامَ هَولِ ما يجري من أسىً ومَظالمَ ،

هل الإنسانيةُ رُتبةٌ يصلُ إليها بعضُ البشر ،

و يموتُ آخرون دون بلوغِها؟

لنؤكّد هذه الرُتبة من الرقيّ،

علينا أن نعيش الدعوة القائلة:

افرحوا بصمتٍ،

واقضوا حوائجكم بالكُتمان.

نحن نعيشُ في مُجتمعٍ يَحسِدُ الأصلعَ على حاجبيه.

نواجه صُنفاً لا يفكّر إلاّ بنفسه،

وآخر يَخذلكَ في مُنتصف الطريق، 

وآخر يُنكِرُ معروفاً لك، 

وكأنّهُ لم يعرفْكَ يوماً.

لكي تعيشَ  سعيداً في هذه الحياة،

لا تَرفعْ سقفَ توقّعاتِك بأحد.

لا تَتعشَّمْ ولا تَثقْ ثقةً عمياءَ،

حتى لا تندمَ على ثقة أعطيتَها لمن لا يستحقّ.

هناك قلوبٌ في عِزِّ جراحِها تُداويك وفي عِزِّ ضَعفها تُقوّيك،

وفي عِزِّ حاجتِها تُعطيك،

وفي عِزِّ ألمِها تبتسمُ لك،

وفي عِزِّ شَتاتِها تُلملِمُكَ فهنيئاً لمن وَجَدَها.

إذا أتاك ما يُخيفُك،

فقل حسبي الله، 

وإذا داهَمكَ هَمٌ،

فقُل: أفوِّضُ أمري إلى الله،

وإذا خَنَقكَ الحُزن،

وهذه حالي من جرّاء ما يجري في فلسطين الغالية،

فقُل ما أشكو بثّي وحُزني إلاّ إلى الله.

(صبَاح الأمَل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *