فَالرَّوضُ يَذبُلُ!    

Views: 246

 مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

رَحَلتُ في الحُلْمِ، تَحدُونِي أَغانِيهِ،        ورُحتُ أَرقُبُ شَهدًا في مَجانِيهِ

والحُلمُ كالخَمْرِ يَسرِي في الجَنانِ كَما     تَسرِي اللَّذاذَةُ في أَشهَى أَمانِيهِ

طالَ انتِظارِيَ أَرنُو كُلَّما خَطَرَت        سُحْبٌ، فَما هَلَّ وَشْلٌ مِن أَعالِيهِ

وخَيبَةُ الحُلمِ تَبقَى، في مَرارَتِها،         طَيَّ الجَوارِح تَبرِي في تَشَهِّيهِ

كانَت عُهُودٌ دَنا مِنَّا الوِصالُ جَنًى،      والرَّوضُ أَقرَبُهُ لِلقَلبِ دانِيهِ

مَرَّ الزَّمانُ… فَهَل باتَ الهَوَى صُوَرًا     تَعُودُ لِلبالِ ما يَأْسَى تُزَكِّيهِ؟!

يا رَبَّةَ العَهدِ هل ما زِلتِ ذاكِرَةً         عَهدًا مَضَى كَسرابٍ في بَوادِيه؟!

هَلَّا رَأَيتِ إِلى وَعْدٍ نَكَثْتِ بِهِ            ما حَطَّ، في القَلبِ، مِن مُرٍّ يُعانِيهِ؟!

أَما اكتَواكِ، مَعَ الأَيَّامِ، جُرحُ هَوًى،      وذُقتِ خَيبَةَ وَجْدٍ لا تُوافِيهِ؟!

أَما رَأَيتِ إِلى غِرٍّ يُدَغدِغُهُ              وَهْمٌ تَراءَى بَرِيقًا في لَيالِيهِ؟!

أَما انتَظَرتِ فَمَرَّ الوَعدُ يَهزَأُ مِن         غاوٍ يُصَلِّي إِلى آلٍ لِيَروِيهِ؟!

ها إِنَّنا اليَومَ، والباقِي لَنا نُتَفٌ،          نَرنُو إِلى الغَدِ قَد طَمَّت دَياجِيهِ

ونُهمِلُ العُمرَ في دِفْءِ الثُّمالَةِ أَو       نَنامُ عَن بَعضِ خِصْبٍ في مَراعِيهِ؟!

لا لَن تَعُودَ لَيالٍ في طَراوَتِها            تَفَتَّحَ القَلبُ وانداحَت مَرامِيهِ

لا تَقطَعِي وَصلَكِ المَوعُودَ عابِثَةً        فَالرَّوضُ يَذبُلُ إِن جَفَّ الرِّوَى فِيهِ!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *