“كما الإعصار” (1)

Views: 342

د. نينا نبيل أيوب

 

“كما الإعصار”، سِيَر حياة النّاس، وحياة المدينة، عندما ارتحل كاتبه إلى عوالم شخصيّات أبناء جِلدته.

في كتابه الجديد “كما الإعصار، كتب جان توما، ولم يسترح… لم يسترح انفتاحًا ومبالاة. كتب مِدادًا يتألّق إشعاعًا على بيادر الكلمة والأصالة والوفاء. كتب للوطن، للمدينة. كتب لعظمة أصالة، الطّفولة. كتب لمعزوفة تتدلّى على ثغر من لم يخرج عن الإيقاع الإنسانيّ. كتب، كالأنواء البحريّة المتناوبة، تستصرخ نسائم جمالات سَكَرات أرواح البشر. كتب “كما الإعصار” يرفض ذلّ العولمة، يغسل الجبين اللجين، وجه أمّة مغمورة بالمتبدّل المتغيّر.

كتب جان توما سيرة حياتيّة، لأصوات تنادي الإنسان في ذاكرة المطارح. شرّع مِداده لنوافذ التّراث الميناوي، واللبنانيّ الأصيل، ينضح بالزّوفى الكلمة على جمالات ما عايشه، فيجلس على كرسيّه، يتمخّض بتقارير عن أحداث، وتطوّرات أعجبته، ونالت طرفة عينيه.

 

كتب من جمالات الأصدقاء والأقرباء، من الجلساء والسّمراء، من الأصحاب والرّفقاء، من الخلاّن والأُنساء، ومن الأقارب، والقرناء… كتب ما أنطَقَه مزاجه كإبرة الرّاديو؛ فكان أبرة الدّوران على الإنسان، حرّك ما أراد بتحريك إبرته، بحثًا عن أسماء، عن الثابت والمتحوّل، عن الطّفل يوم كان لاهبًا، عن الحلم الجميل.

كالكرسيّ الهزّاز هو ثابت في حضوره، هزّاز في أسلوبه؛ يلتقط إيقاع أنفاسك حتّى تنتهي من قراءة ما بدأ كتابته، يضجّ بإيقاع نبضات قلب مغمورة بالحبّ والوفاء. دام نبض حرّاس الذاكرة.

***

١- صادر عن منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي- حزيران ٢٠٢٢.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *